وجه السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري، نداء الى الجماعة الدولية والافرقاء في الداخلي السوري، الى “نبذ الخلافات السياسية وتقديم إغاثة عاجلة الى الاشخاص المتضررين”، مشيرا الى ان ذلك سيشكل اختبارا للانسانية.
وتحدث زيناري في مقابلة خاصة مع إذاعة “الفاتيكان” عن أوضاع السكان وضرورة مساعدتهم، “بعيدا من الانقسامات السياسية والنزاعات والعداوة”.
وعقب الزلزال، غادر زيناري صباح الثلاثاء دمشق متوجها إلى حلب لزيارة أكثر المناطق تضررا، واشار الى أنه بمجرد دخوله المدينة شاهد مسجدا سقطت مآذنه الأربع، إلى جانب كنيسة الفرنسيسكان التي انهارت مداميكها وتشققت جدرانها.
ثم تحدث عن مشاهدته الاشخاص خارج بيوتهم، مشيرا الى ان كثيرين لجأوا الى الاماكن الدينية المسيحية للاحتماء من البرد والصقيع، حيث تناولوا الطعام لدى الجماعات المسيحية والكاثوليكية.
وأعلن في هذا السياق أن بعض هذه الأماكن تستضيف حتى 500 شخص، مشددا على ان ما لفته هو مشاعر الخوف التي يعيشها السكان، “الذين لا يريدون العودة إلى بيوتهم المتضررة أصلا من جراء الحرب وزاد الزلزال في تضررها وبالتالي هي معرضة لخطر الانهيار بين لحظة وأخرى”.
وروى انه لا يزال يتذكر كيف كان سكان مدينة حلب يفرون من معارك دموية في كانون الثاني من العام 2016، بينما كانت تتساقط الثلوج بغزارة كما يحدث الآن. وأضاف: “هؤلاء الأشخاص يتساءلون اليوم لماذا يحدث لنا هذا أيضا؟
وقال: “سوريا ليست فقط ضحية الحرب والزلزال بل هي ايضا ضحية الفقر، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 90 في المئة من السكان يعيشون دون حد الفقر، ففي البداية كانت هناك القنابل الحقيقية ثم الأسلحة بأنواعها المختلفة والفقر، والآن هذا الزلزال القوي”.
ثم تحدث عن العقوبات التي تعيق وصول المساعدات، وتمنى في هذا السياق الاحتكام الى “العقل والانسانية”، مشيرا الى ان الحرب في سوريا لم تنته بعد، داعيا الى “تقديم اغاثة عاجلة الى هؤلاء الاشخاص بعيدا عن الانقسامات السياسية، ما سيشكل اختبارا للانسانية على مستوى الجماعة الدولية او داخل سوريا”.
وختم زيناري مشيرا الى ان الكنيسة في سوريا تقوم بجهود في مجال المساعدات الانسانية، مذكرا بتعاليم الكنيسة الكاثوليكية التي تقول أن الكنيسة هي بيت المحبة، وبتأسيس الأساقفة الكاثوليك لجنة من أجل تنسيق أفضل لأعمال المحبة.
بدورها، أكدت مسؤولة التعاون الدولي في جمعية “الصداقة الإيطالية العربية” سناء شامي، في حديث الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، ان الجمعية بجميع فروعها تقف الى جانب الشعب السوري وتشارك في حملات التضامن .