تناول موقع “ديكود 39” الإيطالي في تقرير، نمو التبادل التجاري والتعاون العسكري وأمن الطاقة والمصالح السياسية المشتركة بين دولة قطر وإيطاليا بشكل متزايد، لمناسبة زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى العاصمة الإيطالية روما حيث التقى الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا واستمع إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني هاتفياً نظراً لظروف صحية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية في قطر ومستشار نائب رئيس مجلس الوزراء ماجد الأنصاري، أن زيارة أمير قطر إلى روما “كان هدفها بلورة قوة العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات تعززت كثيرًا مؤخراً، خصوصاً في مجال القطاع الاقتصادي والاستثمارات في قطاع الدفاع”.
وعلى المستوى السياسي، أكد أن “قطر وإيطاليا تتشاركان في العديد من الملفات الإقليمية وتعملان على ضمان الأمن والاستقرار في العالم”.
من جهته، قال الإعلامي القطري وأستاذ العلوم السياسية في الدوحة علي الهيل، أن “أهمية الزيارة ترتبط باحتياجات أوروبا للغاز نتيجة للحرب الروسية في أوكرانيا”. وأوضح أن “قطر تمد إيطاليا بثمانية مليارات مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنوياً منذ 2009″، مشيراً إلى أن ذلك “جاء بعد أن افتتح البلدان الصديقان محطة أدرياتيك في مدينة (روفيجو) Rovigo الساحلية ومهمتها استقبال الغاز المسال الطبيعي القطري”.
وعلى المستوى الاقتصادي، قال الهيل إنه “لدى دولة قطر شراكة إستراتيجية مع شركة إيني الإيطالية”. واعتبر أن “التغير النوعي في العلاقات بين البلدين تجلى من خلال الحوار الإستراتيجي الأول بين البلدين في روما خلال شهر شباط 2022 والذي قاده وزيرا الخارجية القطري و الإيطالي، حيث أسس الحوار لشراكة إستراتيجية عميقة”.
من جهته، قال الإعلامي القطري جابر الحرمي إن “العلاقات بين قطر وإيطاليا تتسم باستقرارها واستمراريتها مع مرور الوقت”. وأوضح أنه “إذا كانت الطاقة حاليًا أهم قطاع في مجالات التعاون بين البلدين لا ينبغي الاستهانة بالمجال العسكري وخاصة البحري حيث توجد عدة عقود موقعة تتجاوز 5 مليارات دولار للإمدادات لقطر”. وتوقع أنه “في المرحلة القادمة سيكون هناك تعاون قوي بين قطر للطاقة وإيني داخل قطر ، حيث تتواجد إيني بالفعل في مشروع “الشمال”، أو لبدء تحالف في سياق التنقيب الجديد في مناطق مختلفة من العالم”.
وقال:” إن أكثر من 10 في المائة من الطاقة المستخدمة في إيطاليا تأتي من قطر، ولكن بالنظر إلى الثقة في الدوحة كمورد، هناك احتمالات لزيادة هذه النسبة وبالتالي تعزيز التعاون بين البلدين”.
بدوره، قال أستاذ الشؤون الدولية في جامعة قطر زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي بواشنطن علي باكير: “إن زيارة أمير قطر تأتي في لحظة يجب فيها تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي والدفاعي. إن قطر تعتبر إيطاليا شريكا أساسيا فيما يتعلق بمشروعات الطاقة في المنطقة وشريكا للمستقبل”.
وذكر أنه “بعد اتفاقية الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، جرى إنشاء مساحات مختلفة للتعاون الإيطالي القطري في الحقول البحرية بالمنطقة. وهناك أيضًا فرص أخرى في الجزء الشرقي من البحر المتوسط حيث توجد مشاريع إيطالية وقطرية وأمريكية أيضًا”.
ورأى أنه “سيكون هناك تعاون في المستقبل بين الشركات القطرية والإيطالية حول مشاريع الغاز في هذه المنطقة وأيضاً مع دولة ثالثة”. وحول قطاع الدفاع، قال “إن قطر تعد واحدة من أهم عملاء إيطاليا، وجرى مؤخراً التوقيع على عدة عقود وهناك محادثات جارية حول التعاون في هذا المجال بين البلدين. وهي تسعى للحصول على تقنيات جديدة خاصة في القطاع العسكري البحري. أعتقد بشكل عام أن العلاقات بين البلدين مهمة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والبحر المتوسط”.
من جهته، رأى الإعلامي والمحلل القطري صالح غريب أن “موقف ايطاليا ودعمها لقطر في تنظيم بطولة كأس العالم في قطر 2022، كان له دور في توطيد العلاقات بين الدولتين والشعبين”.
وفي ما يتعلق بالعلاقات التجارية، قال إن “حجم التجارة بين البلدين ارتفع على مدار السنوات”، موضحاً أنه “في عام 2021، تجاوزت قيمة التجارة 4 مليارات يورو لأول مرة وبلغت في الأحد عشر شهرًا الأولى من عام 2022 نحو 6.8 مليار يورو، بزيادة قدرها 120% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021”.
وقال: “إن إنشاء مجلس رجال الأعمال القطري – الإيطالي ساهم في تطوير هذه العلاقات بمشاركة قطر الناجحة في معرض إكسبو ميلانو 2015 ، حيث نجح الجناح في جذب الانتباه إلى اقتصاد الدوحة وآفاقها الاستثمارية الواسعة”. وأكد أن “250 شركة إيطالية تعمل في قطر منها 200 شركة برأس مال مشترك بين قطر وإيطاليا و 50 شركة برأس مال وملكية إيطالية 100 في المئة”.
وشدد على أن “إيطاليا تعد أيضا وجهة مميزة للاستثمارات القطرية مثل الخطوط الجوية القطرية التي تشغل أكثر من 40 رحلة أسبوعية بين الدوحة و 4 وجهات إيطالية”. وعبر عن سعادته “بتعزيز العلاقات بين الدوحة وروما، لأنه يعود بالفائدة على البلدين والشعبين الصديقين”.