كتبت “النهار” تقول: مع ان جانبا بارزا واساسيا من الرصد السياسي والإعلامي ستجه الاثنين المقبل ناحية #باريس ترقبا لما سيطلقه اللقاء الخماسي الذي يضم ممثلين عن فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر من رسائل مباشرة لحض الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤوليتها الحاسمة في انهاء ازمة الشغور الرئاسي وغيرها من المواقف، فان الحدث الأشد اثارة للاهتمام والاضواء سيكون في قصر العدل في بيروت. ذلك ان الفصل المقبل من المواجهة القضائية التي نشبت قبل أسبوعين بين النائب العام التمييزي غسان عويدات والمحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت #طارق البيطار تبدو مقبلة على الفصل الأشد تفجرا وخطورة بينهما الاثنين المقبل، بحيث قد ترتسم معالم تصعيدية جديدة غير مسبوقة في هذه المواجهة ما لم تطرأ أمور ومعالجات ومحاولات لاحتواء الموقف قبل الاثنين. فالمخاوف من التصعيد تبدو موضوعية في ظل المناخات المحتقنة التي تركتها المرحلة الأولى من الصدام بين عويدات وبيطار باعتبار ان أيا منهما ليس في وارد التراجع عن الإجراءات التي اخذها ضد الاخر . والاثنين سيكون الموعد الذي حدده البيطار لاستجواباته الجديدة بدءا بالوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر وهي استجوابات ستتواصل تباعا مع عدد من المدعى عليهم من البيطار بلغ عددهم 13 شخصية سياسية ومسؤولا امنيا واداريا. ولعل النقطة المتفجرة التي سيرصدها المراقبون هي ما اذا كان البيطار سيصدر مذكرات توقيف غيابية في حق المطلوبين للاستجوابات ان لم يحضروا وهل ستنفذ الضابطة العدلية اجراءاته ام تمتنع عن ذلك وفق الأوامر التي تبلغتها بناء على طلب المدعي العام التمييزي . والأخطر في هذا السياق ان احتمالا تردد عن امكان اصدار عويدات مذكرة توقيف بحق البيطار نفسه .
في انتظار اليوم الفاصل قضائيا الاثنين وعلى صعيد اللقاء الخماسي في باريس رئاسيا وديبلوماسيا، تحرك ملف انعقاد جلسات مجلس الوزراء بداعي الأمور الطارئة الملحة . وايذانا لعقد الجلسة الثالثة لمجلس الوزراء منذ بدء مرحلة الشغور الرئاسي والمرجح ان يدعو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى انعقادها الاثنين المقبل أيضا ، وزعت الامانة العامة لمجلس الوزراء جدول اعمال الجلسة وعلى جدول أعمالها 26 بنداً وارسلت الى الوزراء مسودة بجدول الاعمال للاطلاع عليها قبل توجيه الدعوة رسميا لانعقاد الجلسة. ويضمن الجدول ثمانية بنود في الملف التربوي وأربعة بنود في تامين اعتمادات لوزارات وتمديد عقود مطمر الناعمة والمطامر الأخرى وثلاثة بنود صحية بينها سلفة لدعم ادوية السرطان والامراض المستعصية وأربعة بنود في شؤون وظيفية.
الجميل و”الحزب”
في غضون ذلك، بدا المشهد السياسي الداخلي رهينة الترقب لتطورات الأسبوع المقبل ولكن موقفا سياسيا بارزا اخترق الجمود وتمثل بإعلان رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل اول تهديد علني صريح بتعطيل جلسات الانتخاب الرئاسية في حال مضى الفريق الاخر في محاولة فرض مرشحه لتغطية سلاح “حزب الله” . وفي خطاب له امس في افتتاح المؤتمر العام ال32 للحزب الذي انعقد في فندق الريجنسي بالاس في ادما وسط حضور نيابي وسياسي وديبلوماسي وحزبي اعلن النائب سامي الجميل في خطاب طبعته مواقف نارية من “حزب الله” : “اننا سنعطل الانتخابات اذا أراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة”، مؤكدًا “أننا قبلنا ان نلعب اللعبة الديمقراطية غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم”، وقال: “سنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب”. واعتبر ان “هناك دولتين على ارض لبنان، الجمهورية اللبنانية والجمهورية الاسلامية التي تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه”. وتوجه الى “حزب الله” مؤكدأً «نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها حزب الله ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية..
اليوم هناك دولتان على ارض لبنان الجمهورية اللبنانية مع كل من يؤمن بها من كل الطوائف، ودولة اخرى وهي الجمهورية الاسلامية لحزب الله ولكل دولة منهما تمويلها وجيشها وسياستها الخارجية»، لافتاً الى “ان الجمهورية الاسلامية تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه”. ولفت الى أننا “نتخبط للاسف وراء بعض الشعارات للهروب من واقع ان الجمهورية الاسلامية تقضي على روح الجمهورية اللبنانية من خلال تغيير ثقافتها وتحويلها الى ثقافة الحروب في حين ان اللبناني يطمح للعيش وليس الموت”، مشددا على أنه “لا يمكننا الاستمرار بالتعاطي مع الاداء الديكتاتوري بطريقة تقليدية» مذكّرًا «بأن هذا الاداء التسووي مع الجمهورية الاسلامية اوصلنا الى الكارثة اليوم من تنازل الى تنازل من تسوية الى تسوية». وقال «قبل التعديل بالنظام السياسي علينا استعادة بلدنا وتحرير قراراتنا لهذا السبب وانطلاقا من هنا ومن هذه اللحظة نقول اننا لسنا مستعدين للخضوع لارادة حزب الله في لبنان وندعو كل اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم».
وفي المقابل دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان» القوى السياسية في البلد الى تكثيف الحوار في ما بينهم لانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن، وهو يعني كل اللبنانيين كما رئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء»، معولا على»حكمة رئيس مجلس النواب نبيه بري في إنجاز الاستحقاق الرئاسي «، وقال «لن تقوم قائمة للبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وتعزيز هيبة الدولة وتفعيل مؤسساتها باتخاذ الإجراءات الإصلاحية المطلوبة».
تداعيات الازمات
على صعيد تداعيات الازمات الاجتماعية دعا رئيس لجنة الصحة النيابية النائب بلال عبد الله الى استثناء أدوية السرطان والأمراض المستعصية من رفع الدعم كي تبقى على سعر 1500 ليرة لبنانية، كما وجّه نقيب الصيادلة جو سلوم نداءً الى كل اللبنانيين وفي مقدّمهم صيادلة لبنان، الى «المشاركة الكثيفة في الوقفة التضامنيّة مع مرضى السرطان التي دعت اليها مؤسسة بربارا نصار، استنكاراً للمجزرة التي تُرتكب بحقهم نتيجة حرمانهم من دواء السرطان وذلك اليوم السبت الساعة ٢ بعد الظهر في ساحة رياض الصلح».
وارتفعت اسعار المحروقات امس مجددا في حين أكد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في بكركي أن «قرار تسعير المواد الغذائية بالدولار سيدخل حيز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل»، لافتا إلى أن « جلسة مجلس الوزراء ستعقد الثلثاء المقبل أو الاربعاء».
وعلى الصعيد المصرفي ، صدر عن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بيان اعلن فيه الاتفاق بين مع وزير المال على اعتماد سعر Sayrafa 38000 لسحب رواتب القطاع العام لشهر شباط، وفقًا للتعميم الأساسي 161. بما انه حصل تأخير من قبل الوزارة بتحويل تلك المعاشات الى المصارف ولإنصاف موظفي القطاع العام .