إستكملت جمعية “الوعي والمواساة الخيرية”، رسالتها ومسيرتها الإنمائية، التي إنطلقت بها منذ ثلاثين عاماً، لتحقيقها على أرض الواقع ونشرها على أكبر بقعة ممكنة من رحاب الوطن، في محاولة لسد حاجات المجتمع ومتطلباته المتعددة والكثيرة والمتزايدة، في ظل عجز الدولة ومؤسساتها، نظرا للأوضاع الصعبة، التي تمر بها البلاد على مختلف القطاعات، فكانت اليوم مجدداً منطقة عرسال وجوارها، على موعد جديد على طريق خارطة الإنماء، عبر إفتتاح مركز “التأهيل الحرفي والمهني” في المبنى التابع للجمعية في عرسال، والذي بات يضم الى مجمع بر الوالدين “مسجد السبيل 2” في الطابق الأرضي، ومركز “صالحة خاتون لتعليم القرآن الكريم” في الطابق الأول، و”مركز التأهيل الحرفي والمهني في الطابق الثاني”، الذي يشكل نقطة انطلاقة اساسية لأبناء عرسال، في تعلم واختيار المهن التي يريدونها، وتعزيز التحصيل العلمي للشباب والشابات من مختلف الجنسيات اللبنانية والمقيمة، لتتمكن من مواجهة صعوبات الحياة، والعمل على مساعدتهم في شق الطريق لبناء المستقبل، الذي يطمحون اليه .
وقد إفتتح وزير الشؤون الإجتماعية، الدكتور هيكتور حجّار، ممثلا برئيسة دائرة الشؤون الإجتماعية في محافظة بعلبك – الهرمل زينب النجّار، مركز “التأهيل الحرفي والمهني”، الممول من مؤسسة “MALISIA – PASRELIEF” الماليزية، في إحتفال أقيم في صالة “العرايش” في عرسال، وحضره: النائب ملحم الحجيري، ممثل مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ بكر الرفاعي الشيخ عمر يحي، ممثل السفير الماليزي آل إيزيني، ممثلة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سناء العبد، مدير أزهر عرسال الشيخ محمد خير الحجيري، رئيس جمعية الوعي المهندس محمد قداح، المدير العام للجمعية الدكتور عماد سعيد واعضاء الهيئة الإدارية، رئيس بلدية عرسال السابق باسل الحجيري، رئيس بلدية داريا في اقليم الخروب المهندس عبد الناصر سرحال، مختار كترمايا وليد سعد ووفد من مؤسسة “باس ريليف” الماليزية وشخصيات وأندية وجمعيات وأهالي .
وكان إستهل الإحتفال بآيات من الذكر الحكيم، لإحدى زهرات مركز “صالحة خاتون” ايمان عودة . وتلاها النشيدين الوطنيين اللبناني والماليزي، ثم ترحيب من رئيس فرع مركز جمعية الوعي في عرسال الشيخ محمود زعرور، الذي أشار الى “ان مركز “التأهيل الحرفي والمهني”، هو بارقة أمل لكل مقيم في هذه البلدة، التي تعاني التهميش والجفاء الإنمائي منذ عقود”، لافتا الى “انه المركز الأول من نوعه بهذه المقاييس في عرسال، بمساع خيرة ومعطاءة من مؤسسة “باس ريليف” الماليزية، وبجهود جمعية الوعي ” .
قداح
ثم تحدث رئيس الجمعية المهندس محمد قداح، الذي أكد على أهمية المركز ومحوريته في بلدة عرسال، لتأمين ما أمكن لأولادنا وبناتنا من مهن ومجالات للعمل في سوق الحياة .
واشار الى” انه كان همنا الرئيسي في الجمعية منذ انطلاقتها، التنمية المستدامة”، مؤكدا “بأننا سخرنا وجندنا كل امكانياتنا وطاقاتنا من أجل ذلك، بالتعاون مع شركائنا في المنظمات المحلية والدولية”، لافتا الى ان المركز، يشكل انطلاقة لكل قاصد له بغرض تعلم مهنة، تساعد على فتح كوة في جدار الحياة الصلب والعبور نحو الأفضل .”
وأوضح قداح، الى “أن المركز سيشمل حرف عديدة: الحياكة، الحاسوب وتصفيف الشعر، فضلا عن التعلم عن بعد، والذي سيسمح لكل راغب بتعلم مهنة او متابعة الدراسة على تحصيل ذلك”، مشددا على “ان الأهداف التي تنشدها الجمعية، هو الإستثمار في الإنسان، لتأهيله ليكون عنصرا منتجا في مجتمعه”، شاكر مؤسسة “باس ريليف” الماليزية، و”كل من ساهم في ان يبصر هذا المركز النور “.
عبد الهادي
ثم ألقى الدكتور محمد خليل بن عبد الهادي ( رئيس العلاقات الخارجية للحزب الإسلامي في ماليزيا) كلمة بإسم الوفد الماليزي، فإستهلها بالحديث الشريف “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..”
وأعرب عبد الهادي، عن سرور الوفد وإرتياحه لهذا الإستقبال والحفاوة التي لقيها في لبنان، في قبل جمعية الوعي والمواساة والعاملين فيها، متمنيا لهم النجاح والتوفيق، شاكرا وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجار، على رعايته حفل إفتتاح هذا المركز .
وقال:” جئنا من بلدكم الثاني ماليزيا، الى لبنان الشقيق، للمشاركة في هذا افتتاح هذا المركز . ان الحزب الإسلامي هو أحد الأحزاب الإسلامية العريقة في ماليزيا، الذي تأسس في العام 1951، وهو ليس حزبا سياسيا وحسب، بل له أعمال انسانية في ماليزيا وخارجها، وان مؤسسة “باس ريليف”، هي تحت مظلة الحزب، وتهتم بالأعمال الإنسانية خارج ماليزيا . وكنا شكلنا لجنة للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت، حيث تم جمع التبرعات لمساعدة المتضررين من الإنفجار، بهدف الوقوف الى جانب لبنان وشعبه للتخفيف من المعاناة التي تسببها الإنفجار .”
وأعرب عبد الهادي، عن أمله في” ان يكون مركز التأهيل الحرفي والمهني في عرسال، عونا للاخوة في لبنان”، شاكرا الجميع المشاركة في حفل الافتتاح .
النجّار
ثم تحدثت ممثلة راعي الحفل وزير الشؤون الإجتماعية هيكتور حجّار، زينب النجّار، فنقلت تحيات الوزير حجار للحضور جميعا. وأشارت الى “أن بلدة عرسال، هي من البلدات المحرومة على مختلف الأصعدة، وخصوصا على المستوى التربوي”، مشيرة الى “ان هذه الخطوة اليوم من جمعية الوعي، هي لتقديم يد العون لأبنائنا في عرسال والنهوض بهم على المستوى التعليمي، وبشكل خاص المهني .”
وأضافت “مما لا شك فيه، ان الأزمات المتتالية، التي تعصف ببلدنا الحبيب لبنان، حطت رحالها بشكل كبير على القطاع التربوي والتعليمي”، معربة عن “أملها في أن يساعد مركز التأهيل المهني والحرفي في عرسال، المؤسسات التعليمية الرسمية، ويخفف من وطأة الأزمة .”
وهنأت النجار جمعية الوعي بهذا المركز، منوهة بجهودها وأنشطتها في عرسال وبقية المناطق، متمنية لها التوفيق بما يخدم أبناء عرسال والوطن أجمع، شاكرة الوفد الماليزي على هذه الخطوة تجاه لبنان وشعبه .
تكريم
بعدها سلم رئيس الجمعية محمد قداح ومديرها العام عماد سعيد، الدروع التكريمية لكل من النجّار ومؤسسة “باس ريليف” الماليزية وممثل السفير الماليزي في لبنان .
افتتاح المركز
بعدها انتقل الحضور الى المركز، حيث تم قص شريط الإفتتاح، ومن ثم جولة أقسامه وأرجائه .
النائب الحجيري
من جهته رحب النائب ملحم الحجيري بإفتتاح المركز في عرسال، متمنيا ان يؤدي هذا المركز عمله الإجتماعي والخيري في هذه البلدة، لأن عرسال بلدة مهملة من الجميع، آملا ان تكون هذه الخطوة، قدوة لأعمال أخرى والى المزيد من هذه العطاءات، مثمنا ومنوها جهود مؤسسة “باس ريليف” الماليزية وجمعية الوعي، في العمل على تلبية حاجات ابناء عرسال والجوار في هذا المجال، داعيا الى ان يصب هذ العمل لما فيه مصلحة الجميع دون استثناء .
وتمنى الحجيري ان يعم الخير بلدة عرسال، من خلال عمل جمعية الوعي، متمنيا لها النجاح والتوفيق والى المزيد من النجاح والعطاء، مؤكدا ان خطوة مؤسسة “باس ريليف” الماليزية رائعة، مثمنا أي مساعدة تقدم الى لبنان في هذه الظروف الصعبة تصب في مصلحة الشعب اللبناني .