وجه مطران القدس عطالله حنا التهنئة للعالم، عبر “رسالة فلسطين” الى مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور اسعد السحمراني لمناسبة الميلاد المجيد، تطرق فيها الى القضية الفلسطينية واوضاع القدس و ما تتعرض له المقدسات الإسلامية والمسيحية ومعاناة الشعب الفلسطيني، وجاء فيها:
“ايها الاخوة وألأخوات في هذا المحيط العربي الكبير، من محيطه الى خليجه وفلسطين هي قلب هذه الأمة وقضية هذه الأمة الأولى.
كل التحية للصديق البروفسور اسعد السحمراني ولكل زملائه، كل التحية لكل من يتابعوننا ويستمعون الى رسالتنا، التي نبعثها اليكم من رحاب فلسطين الأرض المقدسة، والعالم المسيحي يحتفل بعيد الميلاد المجيد، ولذلك فان رسالة فلسطين، ارض الميلاد انما لها نكهة خاصة، لأنها رسالة محبة، من ارض المحبة، ورسالة سلام من ارض السلام، حيث بزغ نور الإيمان، نور الميلاد في مغارة بيت لحم”.
اضاف: “ولد السيد المسيح بسيطا فقيرا، لكي يعلمنا جميعا، ولكي يقول لكل واحد منا، بأن عظمة الانسان، ليس بما تملكه من مال وجاه، وكلما كان الانسان متواضعا وبسيطا كل ما كان عظيما، ورسالة السيد المسيح كانت وستبقى رسالة محبة واخوة وسلام وخدمة للأنسانية كلها، وانحياز لكل انسان مكلوم وومتألم ومظلوم”.
ورفع المطران حنا “الدعاء الى الله في هذا الموسم المبارك من اجل ان تتوقف الحروب، وان تسود لغة الحوار، من اجل ان تتوقف مظاهر الكراهية والعنصرية، وان تسود لغة المحبة والأخوة الإنسانية”.
تابع حنا :”من قلب فلسطين رسالتنا في عيد الميلاد ، هي تأكيد على ان ارض الميلاد، هي متعطشة للسلام والعدالة، هي متعطشة للحرية، شعبنا يعاني من القهر والإستعمار ، شعبنا يعاني من الإستبداد، ففي الوقت الذي فيه العالم يحتفي بعيد الميلاد في فلسطين، الفلسطينيون محرومون من الوصول الى مقدساتهم، من الإحتفال بأعيادهم، سواء كانت مسيحية ام اسلامية، والإحتلال في قمعه وظلمه، واستهدافه للفلسطينيين، لا يستثني احدا على الإطلاق، كما يستهدف المسيحيين يستهدف المسلمين، وكما تستهدف المقدسات والأوقاف الإسلامية هكذا ايضا تستهدف اوقافنا ومقدساتنا المسيحية”
ووجه المطران حنا نداء الى المرجعيات الدينية المسيحية، وهي تحتفي بعيد الميلاد في هذا المشرق، وفي العالم باسره، “تذكروا فلسطين في صلواتكم، تذكروا فلسطين في كلماتكم، تذكروا ارض الميلاد عندما تحتفون بالميلاد، تذكروا مغارة الميلاد، ومكان الميلاد، وارض الميلاد، حيث الشعب المظلوم، المكلوم الذي يقدم الشهداء ويقدم التضحيات، في كل يوم وكل ساعة”.
واردف: “ان دفاعكم عن فلسطين، إن انحيازكم للقضية الفلسطينية، هو انحياز للحق والعدالة، وأقول لأصحاب الغبطة، والسيادة وكل رؤساء الكنائس المسيحية في العالم، انتم عندما تدافعون عن فلسطين، تدافعون عن المسيحية في مهدها، وتدافعون عن اعرق حضور مسيحي، في هذا العالم، ونحن نتمنى، ان يكون هنالك تفاعل، وتعاون بين لمرجعيات الروحية، الإسلامية والمسيحية كافة ، دفاعا عن القدس، دفاعا عن فلسطين، ودفاعا عن الشعب الفلسطيني”.
واكد المطران حنا “ان المسيحيين والمسلمين في هذا المشرق، في فلسطين انما هم اخوة، في إنتمائهم لهذه الأمة، في دفاعهم عن القضية الفلسطينية، في إنتمائهم الإنساني اولا، وانتمائهم الوطني والعربي ثانيا، كلنا ننتمي الى امة واحدة وبوصلتنا دائما يجب ان تكون فلسطين والقضية الفلسطينية، والقدس، وفي القدس هنالك استهداف غير مسبوق نعتبرها كفلسطينيين انها عاصمتنا الروحية والوطنية، كل شيء فلسطيني عربي مستهدف ومستباح، في مدينتنا المقدسة، الأقصى مستهدف ومستباح، الأوقاف المسيحية مستهدفة ومستباحة. وأولئك المتآمرون على المسجد الأقصى، وعلى المقدسات والأوقاف الإسلامية، هم ذاتهم المتآمرون على اوقافنا ومقدساتنا المسيحية، عدونا واحد وهو الذي لايريد الخير لنا، ولذلك وجب علينا ان نوحد صفوفنا، في دفاعنا عن الحق والعدالة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم”.
وختم حنا رسالته: “كل عام وانتم بالف خير كل عام وانتم تحتفلون بهذا العيد بالف خير، وإن شاء الله تتحرر فلسطين وتتحرر القدس وتزول الأسوار العنصرية، ويتحقق حق العودة لكي يعود الفلسطيني، الى بلده والى ارضه التي طرد منها قسرا عام1948”.