افتتحت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” قاعة الأنشطة الشبابية في “القرية الزراعية” في سهل بعلبك، برعاية سفير الدنمارك كريستوفر فيفيك ومحافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في حضور فاعليات بلدية وثقافية واجتماعية.
اللقيس
وأشار مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس، إلى أن “هذه المبادرة بافتتاح قاعة الأنشطة الشبابية في مبنى الأكاديمية الزراعية في القرية الزراعية، هي ضمن مشروع تفعيل دور الشباب في تعزيز التماسك الاجتماعي، إلى جانب خدمات في مختلف بلدات محافظة بعلبك الهرمل”.
ورأى أن “التماسك الاجتماعي ليس مجرد اجتماع شخصين أو أكثر من فئات طائفية أو سياسية أو حزبية مختلفة، أو مجرد خطابات وشعارات حول المحبة والحوار والتوافق، بل التماسك الاجتماعي بمثابة مشروع اقتصادي اجتماعي سياسي ثقافي، يرتبط بمجموعة قيم أهمها الانتماء إلى الوطن الواحد، والتزام النظام والقانون، والإيمان بدور المؤسسات العامة ومرجعيتها كمصدر للخدمات للمواطنين من دون الدخول معها بمنافسة قد تؤدي الى الفوضى، كما يحقق التماسك الاجتماعي الحقيقي البناء الاجتماعي الإيجابي والفعال. انطلاقا من هذه المفاهيم استطعنا بدعم من شركائنا في منظمة RDPP، وبمساعدة السفير كريستوفر فيفيك، أن نوفر الموارد الفكرية والمادية لتحقيق هذا الانجاز مع الشباب من خلال تقديم تدريب اجتماعي ثقافي للشباب وتزويدهم بالمعارف اللازمة لاستيعاب مفهوم التماسك الاجتماعي وإجراءات تطبيقه في المجتمع، من خلال العمل معهم في الانخراط في الحياة العامة واتصالهم بمشاكل مجتمعهم ومعاينتها من قرب، كما ساهمت هذه التدريبات بتعزيز قدرة الشباب على تقييم هذه المشكلات واقتراح الحلول لها”.
تابع: “كما ساهم المشروع بتوفير الموارد المادية التي سمحت للشباب بتلبية عدد من حاجات مجتمعهم،انطلاقا من قناعتهم بأن تأمين حاجات المجتمع تحد من النزاعات بين المواطنين، لأن محدودية الموارد تزيد من التنافس والخلاف حولها”.
أضاف: “رسالتي اليوم للشباب هي تأكيد أنكم المورد الاساسي والاستثمار الحقيقي لإعادة بناء هذا المجتمع، وصناعة السلم الاهلي فيه، لأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل. ونحن نؤمن أن كل مواطن منا مسؤول وله دوره في أي بناء اجتماعي إيجابي”.
خضر
بدوره أعرب المحافظ خضر عن إعجابه بالمشروع، وهنأ الشباب والشابات المشاركين فيه على إنجازهم، وأثنى على “جهود الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب في تنفيذ هذه المباردات”.
وشدد على “أهمية التغيير الذي يحققه الشباب في تحسين منطقتهم”.
أضاف: “نلحظ تغيرا في نظرة الشباب، ففي السابق كان الإستسلام للواقع هو السائد، أما اليوم بتوجيه علمي ووطني صحيح، وبإرادة الشباب، نقول لهم إنكم تملكون القدرة مجتمعين على بناء مجتمعكم بالطريقة التي تصبون إليها. كما أوجه لكم رسالة أنه مهما تلقيتم من مساعدات ودعم من أطراف أخرى، فإن الأساس في التغيير هي إرادتكم، وأن تساعدوا بعضكم البعض لتغيير كل الممارسات الخاطئة”.
وختم: “أنا فخور بكم وبإنجازكم فهذه المنطقة تحتاج إلى المبادرات الخاصة على المستوى الثقافي، وإعادة تفعيل الحركة الثقافية بما يليق بتاريخ هذه المنطقة. ونحن كجهة رسمية نقف إلى جانبكم ويدنا ممدودة لكل ما يصب في مصلحة بعلبك الهرمل”.
فيفيك
بدوره، تحدث السفير فيفيك عن تجربته “في رعاية ودعم مشروع تفعيل دور الشباب في تعزيز التماسك الاجتماعي”، واثنى على “اندفاع الشباب وحماسهم لتوجيه طاقاتهم نحو مناقشة حاجات مجتمعهم المحلي”.
وعرض مجموعة أفكار من التجربة الدنماركية “على مستوى تحقيق المساواة بين النساء والرجال في المشاركة في الحياة العامة، فالتجارب تؤكد أن المساواة تؤدي إلى نتائج أفضل في المجتمع، وإلى أرباح أكثر في الشركات، وقرارات أصوب في الحياة السياسية. لهذا السبب أنا سعيد برؤية عدد كبير من المشاركات السيدات في المشروع”.
ودعا الشباب إلى أن “يضعوا قدراتهم في خدمة مجتمعهم”، وقال: “سعيكم إلى التغيير يجب أن لا يتوقف بعد التخرج أو بعد الزواج، أدواركم القيادية يجب أن تشكل مسيرة حياتكم، وأؤكد لكم من خلال تجربتنا ان ذلك ليس صعبا بل ممكن، فبعد تحديات واجهتها السيدات في الجيل السابق، ها نحن اليوم أمام برلمان نصفه من السيدات، وأنا مقتنع بأن لبنان سيصبح أفضل بكثير في حال اتبعتم نفس هذا المسار، والاستفادة من المركز الذي نفتتحه اليوم مجرد بداية لمسيرتكم”.
وكان نقاش بين الشباب المشاركين في المشروع وبين السفير فيفيك، عن تجربتهم وتأثيرها على حياتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
ختاما قص سفير الدانمارك والمحافظ خضر واللقيس شريط افتتاح القاعة الشبابية.