اعتبر امام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة، انه “في دول العالم اي اختلاف بوجهات النظر أو حتى صراع في ما بينهم، تتكثف الاتصالات او يتوسط طرف ثالث وتعقد جلسات حوار لتذليل العقبات او لفض النزاعات ، الا في لبنان يُرفض الحوار وتطلق سهام الكيد السياسي على كلمة تفاهم، ويبقى البلد من دون رئيس للجمهورية، وينسحب هذا الأمر على الكثير من المؤسسات، مما يتسبب في تعطيل أمور المواطنين الذين هم في الاصل يعانون من ازمة الدواء وعجز عن دفع فاتورة الاستشفاء وارتفاع جنوني في الاسعار، ولا يزال سيف الدولار مصلت على رقاب اللبنانيين، في وقت يتلهى فيه اهل الساسة بالتصريحات والردود والخطابات الشعبوية التي لا تثمن ولا تغني من جوع.”
واكد أن “عمل المؤسسات وانتظامها اساس استمرارية الدولة وحذر من اسلوب الميوعة في القضاء”، معتبرا أن “القضاء هو لخدمة الناس عبر فض نزاعاتهم واعطاء كل ذي حق حقه، بينما نرى أن بعض القضايا تبقى سنينا طويلة دون البت فيها، وهناك من رفع دعوى ارثية الان تتابعها الطبقة الثالثة من الورثة، فباختصار ان جاز القول أن بعض المحاكم تسمى مدفنا للقضايا”.
وشدد على “ضرورة ضبط الأسواق خصوصا بعد التسعيرة الجديدة للدولار الجمركي، والتي استغلها اصحاب الجشع والطمع لزيادة الاسعار على المواطنين”، لافتاً الى “ضرورة ان تتحرك الهيئات الرقابية بشكل حثيث وفعال”.
وكرر الدعوة الى “التعاون في العناوين الجامعة لا الخلافية، لأن الوضع لم يعد يطاق مالياً واقتصادياً وصحياً واجتماعياً، وعلى اهل الحل والربط أن يعوا ان الوطن والمواطن اهم من اي منصب او كرسي او زعامة وللتذكير فإن التاريخ لا يرحم”.
وعزى المفتي شريفة بجندي الكتيبة الايرلندية ، مؤكدا “متانة العلاقة مع القوات الدولية التي لطالما كانت كأبناء الجنوب الذين هم يومياً ضحية للاعتداءات الاسرائيلية من ألغام ما زالت تهدد المواطنين وارزاقهم، وصولا الى الانتهاكات الجوية واللائحة تطول.”
واعتبر انه “سيأتي يوم ويتيقّن اللبنانيون أنّ خلاصهم باجتماعهم على كلمة سواء، وأنهم ضمانة لبعضهم البعض في هذا الوطن النعمة في تنوعه وقد حوّلناه نقمة، وهو يتلاشى أمامنا بدل أن نتجاوز تفاصيلنا وخلافاتنا اللامقنعة لإنقاذه ووضعه على سكة الخلاص.”