أكد رئيس الهيئة التتفيذية في “حركة أمل” الدكتور مصطفى الفوعاني، خلال حياء الذكرى السنوية للمواجهات مع العدو عام 1984 وفي أجواء الليالي الفاطمية والتي نظمتها “حركة أمل” في حسينية بلدة طورا في حضور النائب علي خريس، أنه “رغم دعوات رئيس مجلس النواب نبيه بري المتكررة من أجل الحوار والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، وبعدها تكون هناك حكومة تنحاز الى هموم الناس وأوجاعهم في ظل هذه الإنهيارات الاقتصادية والاجتماعية التي تطال الجميع، إلا أنه وللأسف هناك من يصن آذانه في هذا الوطن”، متوجها الى “من ينتظر الحلول من الخارج، أن الحلول يجب ان تبدأ من الداخل وأن نكون جميعًا يداً واحدة، وأن يتحول النواب جميعهم الى صوت واحد من أجل لبنان الذي دفعنا غالياً من أجل الحفاظ على عيشه الواحد وبقية ما تبقى من كرامة استطعنا ان نجاهر بها، في وقت يحاول البعض التوجه نحو التطبيع”، مشددا على “اننا دائما في خط المقاومة التي أسسها الإمام الصدر ويتابعها الرئيس بري وسوف ننتصر وننتصر”.
وقال الفوعاني: “ان الإمام موسى الصدر أراد أن يؤسس مقاومة في مواجهة العدو الاسرائيلي وأراد لشهداء حركة “أمل” أن يوجهوا السلاح فقط إلى قلب هذا العدو وأن يكون موجها الى صدره، وقال لهم حين وقف في مدينة بعلبك ومدينة صور وعندما تعالت أصوات الرصاص “وفروا هذا الرصاص الى العدو الشر المطلق”، وقد طبقوا الوصية”.
أضاف: “ان انتصار الوطن عام ٢٠٠٠ ما كان ليتحقق دون المقاومة التي أصبحت في نسيجنا الاجتماعي، وأصبح كل المجتمع في مواجهة العدو فإذا بهم يصطدمون بعزم صدري حسيني علوي واذا بالمقاومة تحقق انتصاراً، فسمعوا بآذانهم: هيهات منا الذلة تتردد على مساحة الوطن”.
وتابع: “ان المقاومة لم تعد مجرد خيار بل أصبحت هي القادرة على حفظ عزتنا ووجودنا ووطن أراده الإمام الصدر على قامة أبنائه وشهدائه، وعلى كرامة الإنسان في هذا الوطن”، مجددا “الوعد والعهد للشهداء بالبقاء في مواجهة هذا العدو أفواج مقاومة لبنانية والبقاء على حدودنا مع فلسطين المحتلة العين الساهرة التي تمنع أطماع هذا العدو في نفطنا وغازنا ومياهنا ومستقبل أجيالنا، والبقاء في الداخل كما أراد الرئيس بري دعاة حوار ونمد الأيدي لمن لا يريدون ثقافة الحوار أو أن تكون الأيدي الممدودة هي الفيصل والميزان”.
واكد الفوعاني “ان شهداء مواجهات ١٢ كانون الأول من العام ١٩٨٤ في هذه القرى شكلت بداية النهاية لهذا الاحتلال ،الذي اطلق على عمليته هذه “سلامة الجليل ٢”، فكان رد حركة امل مدويا صاعقا مزلزلا حيث اتخذ ابناء هذه البلدات تعاليم الامام الصدر منهج مقاومة وانتصارا، ولمن لا يعرف هذه المرحلة نذكرهم بما كان ذات فجر ١٣-١٢-١٩٨٤ حين اقتحمت خمسمائة آلية للعدو الإسرائيلي محملة بخمسة آلاف جندي من جنود النخبة القرى المعلقة في السماء برج رحال، بدياس، معركة، طورا، طيردبا، دير قانون النهر والعباسية..وإنتفاضة ١٣ كانون الأول كانت بقيادة محمد سعد وخليل جرادي وداوود داوود وحيدر خليل وآخرون من الشهداء والذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا…وقد قال الشهيد داود داود :نجحت عملية سلامة الجنوب وفشلت عملية سلامة الجليل ٢….وقال الشهيد خليل جرادي: في الماضي كنا نلتقي الدوريات “الإسرائيلية” وسيارات مخابرات الإحتلال بالحجارة والزيت المغلي وتقفل بوجههم أبواب قرانا. ومنذ ذلك اليوم أصبحت قرانا وأرضنا مشرعة لهم وسنلتقيهم بالقنابل..اعتقل آنذاك أكثر من ألف شخص في الجنوب واستشهد العشرات في طورا ومعركة وبرج رحال”، مذكرا بشهيدات إنتفاضة ١٩٨٤/١٢/١٣: عايدة نصرالله ومنى ونجاة شور. وأم هيثم دهيني. قاد رفيئيل ايتان الهجوم إلا إن مجاهدي حركة امل أفشلوه، وأذلوه ومرغوا جبروت الصهاينة . إنهم أبناء “أمل” ﺣﻤﻠﻮﺍ ﺍﻟﻘﻀﻴّﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻌﻮﻣﺔ ﺃﻇﺎﻓﺮﻫﻢ ﻭﻓﻲ ﺭﻳﻌﺎﻥ ﺍﻟﺸّﺒﺎﺏ، ﻟﺒﻮﺍ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻓﻜﺎﻥ ﺭﺣﻴﻠﻬﻢ ﺃﺟﻤﻞ ﺭﺣﻴﻞ، خذ منا يا رب حتى ترضى”.
تخلل احياء الذكرى عرض فيديو يروي تفاصيل ما حصل عام 1984 ، وإطلاق نشيد المواجهة، وفي الختام مجلس عزاء للشيخ حسن بزي.