شارك منسق عام “جبهة العمل الإسلامي” ونائب رئيس “تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ الدكتور زهير الجعيد، بدعوة من مفتي سان بطرسبرغ في روسيا الاتحادية الشيخ راويل بنتشييف، في المؤتمر العلمي والعملي الدولي الذي انعقد بعنوان: “التراث التاريخي والروحي للإسلام كعامل في وحدة الشعوب” (مكرس للذكرى 1100 عاماً لاعتماد الإسلام في فولغا بلغار في روسيا) في مدينة سان بطرسبرغ. شارك في المؤتمر عدد كبير من العلماء والمفتين الروس ورجال الدين من أديان وطوائف عدة في روسيا، وممثلون عن 17 دولة، ومسؤولون سياسيون ومفكرون روس وممثلون عن الحكومة الروسية.
وألقى الشيخ الجعيد كلمة في افتتاح المؤتمر، تناول فيها “المستقبل ودور المسلمين في هذه البلاد في صناعة هذا المستقبل للعالم”. وقال: “نحن نستشرف عالماً آخر جديداً، لقد عشنا في منطقتنا العربية بل في كل العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي آحادية السياسة الأمريكية الإمبريالية التي أفسدت هذا الكون. هذه السياسة الرأسمالية التي لم تهتم بالإنسان والأرض التي يسكنها، ولم تهتم إلا بمصلحة بعد الأفراد والشركات المتوحشة، فدخلت وتدخلت في كل البلدان والمناطق فأفسدت فيها وجعلت الأخ يقاتل أخيه. نحن نجد اليوم أن هناك تاريخاً جديداً يكتب، يكتبه الرئيس فلاديمير بوتين، تكتبه روسيا التي جاءت إلى سوريا لتقاتل معنا جنباً إلى جنب التكفيريين الذين تشغلهم المخابرات الأميركية، لننتصر سوياً على التكفير الذي قتل المسلم قبل أن يقتل المسيحي”.
وتابع: “في أوكرانيا يكتب تاريخ جديد، لذلك نجد كل الغرب والامبرياليين يدعمون الرئيس زيلنسكي، ليس حباً لأوكرانيا ولا لرئيسها ولا بشعبها، ولكن لأن السياسة الأميركية الإمبريالية تسقط هناك. هناك اعتداء كبير من قبل الناتو على روسيا، حين تبنى القواعد الاميركية على الحدود الروسية فهذا يهدد الأمن الوطني القومي لروسيا”.
وختم: “أتمنى من الأخوة القطريين والسعوديين والإيرانيين والإماراتيين والمصريين وهم ممثلون في هذا المؤتمر ويجلسون جنباً إلى جنب، وكل دول المنطقة، أن يفكروا بإخوانهم في فلسطين، أن يتوحدوا حول فلسطين، لأن القدس ليست للفلسطينيين ولا للمسلمين وحدهم، ولكن القدس اليوم هي عنوان كل مظلوم في هذه الأرض، ونصرتها واجبة قبل أي شيء، لذلك ما يجمعنا أكبر بكثير مما يفرقنا”.