إفتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض أعمال المؤتمر الثاني للجمعية العربية للطب النووي الذي انعقد في أوتيل جفينور في بيروت، في حضور نقيب الأطباء في لبنان البروفسور يوسف بخاش، الدكتور محمد رومية ممثلا مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي، وإنريكي إسترادا لوباتو ممثلا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، رئيس الجمعية العربية للطب النووي ورئيس المؤتمر الدكتور محمد حيدر وحشد من الخبراء والأطباء اللبنانيين والأجانب من ست وثلاثين دولة عربية وأجنبية، كما فاق عدد المسجلين للمشاركة في المؤتمر حضوريًا وافتراضيًا خمسمئة وخمسين شخصًا.
الأبيض
وقد أكد الوزير الأبيض أن “انعقاد المؤتمر في بيروت يظهر استمرار لبنان في لعب دور مهم ومتقدم في المنطقة على صعيد نشر المعرفة وتبادل الخبرات في مجال الإكتشافات الجديدة للتقنيات العلاجية، كما أنه يشكل بادرة تضامنية مع لبنان من قبل المؤتمرين المشاركين العرب والأجانب في ظل الأزمة الكبيرة التي يمر بها”. وأمل أن “يتوصل المؤتمر إلى خلاصات علمية يمكن الركون إليها في تطوير السياسات الصحية”.
وتوقف وزير الصحة العامة أمام “الدور المتميز الذي تلعبه المؤسسات الأكاديمية التي ساعدت لبنان طيلة تاريخه الحديث على البقاء في موقعه المتقدم، وهذا ما يبرز في الوقت الحاضر من خلال ما تقدمه هذه المؤسسات ولا سيما الجامعة الأميركية وقسم الطب النووي فيها، ما يشكل دليلا على فعالية المؤسسات الأكاديمية رغم ضآلة الموارد. ويعود ذلك، إلى اعتمادها في الأساس على الموارد البشرية”، منوهًا بشكل خاص بأداء رئيس المؤتمر الدكتور محمد حيدر الذي يرأس كذلك قسم الطب النووي في الجامعة الأميركية في بيروت، ومعلنًا أن “الحكومة وتقديرًا له قررت منحه الميدالية المذهبة للإنجازات الصحية”.
وقائع الجلسة الإفتتاحية
وكان الدكتور محمد حيدر قد افتتح المؤتمر مرحبًا بالحضور ولفت في كلمته إلى “الدور الذي تقوم به الجمعية العربية للطب النووي في دعم الناشئين بهذا الطب إضافة إلى تقديم أفضل الخدمات للمجتمع العربي ومن ضمنه لبنان من خلال تأمين الفحوصات التشخيصية والعلاجية الدقيقة في الطب النووي”.
وتوجه الدكتور حيدر بالشكر للجامعة الأميركية “لدعمها الجمعية والطب النووي من خلال تأسيس مركز للطب النووي فيها إضافة إلى مركزين للدراسات السريرية ودراسات العلوم الأساسية (basic science) “، كما نوه بالدعم الكبير الذي تلقاه الجمعية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن مجموعة أراسيا بشكل تام ودائم “ما يساعد الجمعية على التطور وتقديم الخدمات والأبحاث والدراسات العلمية، ويسهم في نقل هذه التقنية إلى مرحلة متقدمة لتقديم أفضل ما يمكن لأوطاننا العربية”.
كذلك رأى الدكتور فضلو خوري أن” المؤتمر يبعث على الأمل لأنه يجمع خبراء من دول متعددة هدفهم البحث عن سبل تقديم رعاية صحية أفضل بفعالية أكبر ومتاحة للجميع”. وأكد” تمسك الجامعة الأميركية برسالتها في تأمين التعليم المتميز والمشاركة في تقدم المعرفة من خلال الأبحاث وخدمة شعوب الشرق الأوسط”.
وتابع :” أن التحديات كانت كثيرة جدا ولكنها لم تدفع الجامعة الأميركية إلى تغيير التزاماتها”.
أما لوباتو فنوه بأن “لبنان كان دائمًا في الصفوف الأمامية في مجال التعاون مع الأنشطة التعليمية للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا سيما من خلال الجامعة الأميركية في بيروت وقسم الطب النووي بقيادة الدكتور حيدر”، مضيفا أن “هذا المؤتمر دليل على رغبتنا باستمرار التعاون لبلوغ أهداف التنمية المستدامة في المنطقة من خلال الإستخدامات السلمية للطاقة النووية”.
وفي كلمته أوضح الدكتور محمد رومية ممثلا مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية الدكتور بلال نصولي أن “برامج الإتفاق التعاوني التي تتعلق بالصحة العامة والتي جمعت أطباء متخصصين بالطب النووي في التشخيص والعلاج من عشر دول عربية في آسيا (أراسيا)، أسهمت في إيجاد الإطار التأسيسي للجمعية العربية للطب النووي عام 2014، وعقد المؤتمر الأول للجمعية في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2018 بانضمام باقي الدول العربية وها إن الجمعية تعقد اليوم مؤتمرها الثاني في بيروت حيث يشكل قسم الطب النووي في المركز الطبي للجامعة الأميركية قيمة مضافة تسهم في إنجاح برامج الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبلوغها الأهداف المرجوة على الصعيدين الوطني والإقليمي. ونوه بما تبذله الجامعة الأميركية ولا سيما قسم الطب النووي فيها بشخص الدكتور محمد حيدر ليس فقط لتمرير المرحلة الإقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد ولكن لتطوير الأداء والخبرات ولا سيما في مجالات العلاج بالأشعة والأشعة التشخيصية والطب النووي.”
وأكد “استمرار الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية بالدعم المطلوب للجمعية العربية للطب النووي كما الإستمرار بالتعاون البناء بين الهيئة والجامعة الأميركية وتطويره لتعزيز استخدام الأشعة بشكل آمن لتطال أكبر عدد ممكن من المحتاجين إليها في التشخيص والعلاج وإعطاء فرص متكافئة لغالبية فئات المجتمع ليكون أملها بالشفاء حافز قوي لتطوير التعاون”.
بدوره لفت البروفسور بخاش إلى أن “انعقاد هذا المؤتمر يعكس التزامًا مهنيًا كونه يسهم في تسليط الضوء على أحدث التكنولوجيات والإبتكارات في مجال الطب النووي” ، مضيفا أن “رسالة الأطباء تكمن في العمل على تحسين السلامة الصحية وزرع الأمل في المجتمع”.