أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، “ان لبنان شبيه بالامل، فهو شعلة لا تنطفىء ابدا. يمكن ان تترنح، او ترتجف، ولكن مهما يحصل، فإنها ستبقى متقدة”، داعيا محبي السلام في العالم “الى الحفاظ معا على الامل… عندها لا بد للنور ان يفيض من جديد”.
وشدد الرئيس عون على انه في الوقت الذي “نلحظ في بعض الأماكن تفكك الروابط الاجتماعية، حيث تجنح بعض المجتمعات الى التقوقع على ذاتها، وصولا الى حد رفض الآخر ونبذه”، فإننا في لبنان ” ما زلنا متمسكين بأمل التعلق بالقيم الإنسانية، عاملين على الدفاع عنها. وجوابنا يحمل عنوانا هو “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، التي اطلقناها بدعم من الأمم المتحدة، وقد شئناها مساحة انفتاح على الآخر ولقاء، كما اردناها مرآة لتعدديتنا وتنوعنا”.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال الكلمة التي القاها اليوم في “منتدى باريس للسلام” Paris Peace Forum الذي انعقد، في دورته السنوية الثالثة في العاصمة الفرنسية باريس، وشارك فيه بتقنية التواصل عن بعد بسبب انتشار جائحة كورونا، عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات الى جانب شخصيات عالمية من مختلف الميادين للبحث في أسس السلام والتفكير في أطر ومبادرات فاعلة من أجل إرساء تطلعات مشتركة متعددة الجوانب تساهم في توطيد الحوار بين مختلف وجوه إدارة الحياة الدولية معا.
كلمة عون
وكان الرئيس عون استهل كلمته بالملاحظة “ان العالم يجتاز اليوم ازمة على المستوى الصحي تستدعي احترام جميع أولئك الذين يصارعون من اجل الحد من آثارها، كما انها تتطلب اعتماد تدابير احترازية”، مشيرا الى “انه حتى موعد اكتشاف لقاح ضد وباء كورونا، فإن عددا من التدابير الفردية والجماعية يبقى واجبا لما فيه مصلحة المجتمع الدولي”.
أضاف رئيس الجمهورية:”اننا نشهد كذلك اختلالا في التوازن الاقتصادي على المستوى الدولي يفرض علينا في آن معا القيام بإصلاحات تهدف الى التأقلم مع نظام العولمة المالية، واتخاذ ما يلزم من اجل اظهار قيم ما نمتلكه من عناصر قوة على مختلف المستويات المحلية”.
وقال: “من أجل ذلك، لا بد من الاستجابة لمتطلبات الشفافية ومستلزماتها في إدارة كل ما يمت بصلة الى الشأن العام. فلنخرج من المنطق القائم على أساس الدخل فحسب، مشجعين المهن المستقبلية، فنعمد على الاستثمار في شبابنا صاحب القدرات الكبرى بهدف تطوير الطاقات المستدامة والعالم الرقمي، لا سيما في قطاعات التعليم والثقافة والفنون”، مضيفا “انه لا بد كذلك من إعطاء الأولوية لكافة اشكال الإنتاج المحلي، لا سيما منها ما يتميز منها بالصحة والتضامن”.
وأشار الرئيس عون “الى اننا نلحظ في بعضا مجالات التعاطي الانساني تفكك الروابط الاجتماعية، حيث تجنح بعض المجتمعات الى التقوقع على ذاته ، وصولا الى حد رفض الآخر ونبذه”.
وتابع رئيس الجمهورية: “نحن في لبنان ما زلنا متمسكين بأمل التعلق بالقيم الإنسانية، عاملين على الدفاع عنها. وجوابنا يحمل عنوانا هو “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، التي اطلقناها بدعم من الأمم المتحدة، وقد شئناها مساحة انفتاح على الآخر ولقاء، كما اردناها مرآة لتعدديتنا وتنوعنا. واني لواثق انه مع الديناميكية التي تميز مجتمعنا واندفاعة اللبنانيين المقيمين في الخارج ودعمهم، ستشكل الاكاديمية محطة اشعاع للبنان ولروح الحرية والطابع السلمي اللذين يتميز بهما”.
ختم الرئيس عون، متوجها الى “أصدقاء السلام الأحباء”:” ان لبنان شبيه بالامل، فهو شعلة لا تنطفىء ابدا. يمكن ان تترنح، او ترتجف، ولكن مهما يحصل، فإنها ستبقى متقدة. فلنحافظ معا على الامل… عندها لا بد للنور ان يفيض من جديد”.