Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

حردان في ذكرى تأسيس القومي: ندعو إلى حوار جدي لتحصين الوحدة وحماية السلم الأهلي

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيسه بحفل استقبال في فندق “الريفييرا” ـ بيروت، في حضور النائب محمد خواجة ممثلا رئيس مجلس النواب نبيه بري، نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي ممثلا الرئيس نجيب ميقاتي، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز ممثلاً بناجي صعب، وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، سفير الجمهورية العربية السورية علي عبد الكريم علي، سفير فلسطين أشرف دبور ممثلا بخالد العبادي، النواب: غازي زعيتر، قاسم هاشم، أمين شري، أيوب حميد، عدنان طرابلسي، فريد البستاني، فادي علامة، نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي، النواب والوزراء السابقين: عبد الرحيم مراد، محمود قماطي، ناصر قنديل، مروان شربل، زاهر الخطيب، وئام وهاب على رأس وفد، بشارة مرهج، الياس حنا، عدنان منصور، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن ممثلا بمارون رزق الله، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالرائد فؤاد موسى، المدير العام للأمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالرائد صلاح الحاج، طارق الخطيب ممثلا “التيار الوطني الحر “على رأس وفد، رئيس تيار “الكرامة” فيصل كرامي ممثلا بصباح خضر، الامين العام لـحركة “النضال اللبناني العربي” فيصل الداود، رئيس حزب “التضامن” اميل رحمة، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الدكتور غازي قانصو، رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، نقيب المحررين جوزيف قصيفي ممثلاً بيونس عودة، المدير العام لوزارة الصحة فادي سنان، القائم بأعمال سفارة الجزائر، المستشار في سفارة روسيا الاتحادية اندري موستايف، المستشار السياسي في سفارة الجمهورية الإسلامية الايرانية حميد ثاني، ممثل السفارة العراقية مثنى يوسف، ممثل السفارة النيجيرية، القنصل في السفارة السودانية في بيروت، السفير هيثم ابو سعيد ممثلا بأديب أسعد، القنصل فادي سيف النصر، الأمين العام لحزب “البعث العربي الاشتراكي” في لبنان علي حجازي على رأس وفد، رئيس حزب “الوعد” جو حبيقة، عضو قيادة حركة أمل علي عبدالله، رئيس حزب “التيار العربي” شاكر برجاوي، رئيس حزب “الوفاء” أحمد علوان، رئيس “التجمع اللبناني العربي” عصام طنانة، رئيس حزب “شبيبة لبنان العربي” نديم الشمالي، وقادة وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وممثلي الهيئات الروحية ورؤساء القوى العسكرية الأمنية والمؤسسات القضائية والنقابات ووسائل الإعلام والهيئات الأهلية والفاعليات الاجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير.

كان في استقبال المهنئين رئيس الحزب أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، والرئيسان السابقان للحزب حنا الناشف وفارس سعد والمسؤولون المركزيون.

بعد تقديم من رمزا خير الدين، ألقى حردان كلمة جاء فيها: “للطبيعة فصول، تتبدّل وتتغيّر، صيف وشتاء، شمس وغيوم، براعم وزهر. وحده تشريننا، اختصر كل الفصول فاستحال نبضا للحياة المتجددة جهادا وصراعا، وصار بالحق عنوانا للتضحية والفداء. فيه شع نور النهضة، حزبا وعقيدة وقضية، وعيا ومعرفة بددا ظلمات الجهل، وفيه ترتوي الأرض مبشرة بخصب المواسم. في السادس عشر من تشرين الثاني منذ تسعين عاماً كان تأسيس الحزب، فكرة وحركة، قيَماً معبّرة عن أصالة التاريخ المتجذّر عبر الزمن، وحضارة تفيض عراقة، وهوية جليّة مستعصية على التجهيل”.

أضاف: “نعم، احتفاؤنا اليوم في عيد التأسيس، هو احتفاء بمبادئ وقيَم آمنّا بها، بالعقل شرعا أعلى، بالنضال خيارا أوحد، بالارتقاء الإنساني على ثابت الحق ويقين الحقيقة. والارتقاء مسار لا تقيده حدود ولا يأسره ترسيم. نعم، هذا هو الحزب الذي أراده أنطون سعاده، حزباً محصّناً بالمبادئ الراسخة، بالثوابت التي لا تتغيّر، ونحن عن هذه المبادئ والثوابت لن نحيد. نحن حركة صراع، لأننا حركة حياة، و”إننا نحب الحياة لأننا نحب الحرية، ونحب الموت متى كان الموت طريقا إلى الحياة. الحياة في قاموسنا كلها وقفة عزّ. هي رسوخ الإيمان بالقضيّة، ونحن على إيماننا راسخون. هي ثبات المواقف ونحن على مواقفنا ثابتون. هي الصراع المستدام، ونحن على عهد الصراع باقون. هي جهاد ونحن في مسيرة الجهاد مستمرون، إلى أن نبلغ الأهداف لخلاص شعبنا وانتصار أمتنا ونهضتها”.

تابع: “منذ سنوات ولبنان يشهد انقساما عموديا على الموقع والدور وعلى الخيارات، وكأنّ قدره منذ ما قبل استقلاله إلى اليوم، أن يبقى مضطرباً وغير مستقرّ، نتيجة حقب طويلة من الاستعمار والاحتلال الذي رغم اندحاره أبقى مفاعيله المهدّدة لوحدة المجتمع. هناك انقسام وتحت غمامة هذا الانقسام نرى البعض في مواقفه وسلوكه يستحضر مخطط التقسيم الذي رفضناه وحاربناه وأسقطناه. إن هذا المخطط حمله وجسّده الطائفيون والمذهبيون وهم اليوم يحاولون تمريره من جديد بعناوين، ظاهرها الإصلاح، وباطنها الإطاحة بالسلم الأهلي وإعادة البلد الى مربع الفوضى والعبث والاقتتال خدمة لأعداء لبنان، وأكد أن ما يقلق اللبنانيين ليس فقط مشاريع التقسيم والارتهان للخارج، بل انهم قلقون على مستقبلهم، ومستقبل بلدهم، وعلى أمنهم الاجتماعي، وعلى جنى أعمارهم المحتجز في المصارف”.

وعبر عن قلقه “من الفراغ في مواقع الدولة ومؤسّساتها، ومن غياب الإصلاح الحقيقي، ومن تراجع واضمحلال دورها الراعي، ومن تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية، من انقطاع المياه والكهرباء، ومن فقدان رغيف الخبز ونقص الدواء، إلى الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والمحروقات والمواد الغذائية، وعدم القدرة على تحمّل أعباء فاتورة الاستشفاء، في حين أنّ الرواتب تكاد لا تغطي سوى الجزء اليسير”.

وقال: “رغم كلّ هذه الأزمات، لا نرى إجراءات من الدولة تبدّد قلق المواطنين وتخفف من معاناتهم، لا بل تجيّر مسؤولياتها للشركات والكارتيلات القابضة على حياة اللبنانيين ولقمة عيشهم. وليس خافياً أنّ بعض الداخل يستثمر في الحصار الاقتصادي والسياسي الخارجي المفروضين على لبنان، فهو يعمل ضمن أجندة تجويع اللبنانيين وإخضاعهم. لهؤلاء نقول: لبنان عصيّ على التطويع ولن يستسلم لمشيئة محاصريه، ومهما أغدق الخارج من أموال على وسائل التضليل والغش ستبقى إرادة اللبنانيين أقوى وأصلب في الحفاظ على الوحدة وحماية السلم الأهلي. إن حزبنا هو حزب الشعب، نؤكد وقوفنا الى جانب الشعب، نتبنّى مطالبه المحقة والمشروعة، ونعلن أننا نريد دولة المواطنة اللاطائفية، دولة عمادها قضاء نزيه لا قضاء مسيّس غبّ الطلب، دولة تحارب الفساد والمفسدين، تحفظ حقوق المودعين، فودائعهم خط أحمر. دولة لا تخضع لإملاءات الخارج وضغوطه، بل تكون سيّدة قرارها. وإننا نسأل لماذا لا تقبل الدولة الهبات من روسيا وإيران وغيرهما تلبية لحاجات الشعب. دولة تصون المؤسسات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير، لا دولة عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها تجاه الإعلام، فتغطي انقلاباً على القيَم والحرية المسؤولة. دولة تذهب باتجاه قوانين عصرية تحصّن وحدة لبنان، وفي مقدّمها قانون انتخابات على أساس الدائرة الواحدة والنسبية خارج القيد الطائفي. دولة تؤمّن للجيش اللبناني كلّ مستلزماته، فهذا الجيش يعتنق عقيدة قتالية في مواجهة العدو الصهيوني ويدافع عن لبنان ووحدته وسيادته. دولة لا تتنكّر لتضحيات أبنائها الذين قاتلوا العدو الصهيوني وقاوموه ودحروه عن أرض لبنان. فهؤلاء على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، شكلوا مقاومة ظافرة، وهذه المقاومة، يجب أن تُحمى فلا تُطعن في الظهر، وحمايتها بترسيخ المعادلة الذهبية والماسية، القائمة على ثلاثية “الشعب والجيش والمقاومة”، وهذه المعادلة كرّست عناصر قوة لبنان، وأسقطت معادلة قوة لبنان في ضعفه ومقولة الحياد بين الحق والباطل”.

تابع: “من هنا، نرى أنّ قيام الدولة المدنية القادرة والعادلة والقوية، خيار ضروري وممرّ إجباري، لتجنيب لبنان الوقوع في فخ التقسيم وتحويله إلى دويلات طائفية وفدراليات مذهبية والتي هي وصفة انتحار للبنان واللبنانيين. إن الأولوية بالنسبة إلينا، هي ترسيم الثوابت والخيارات الوطنية، ترسيماً وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني، فلا افتئات على هوية لبنان، ولا على حقه المشروع في مقاومة العدوان وتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة وثروات في البر والبحر، ولا على علاقاته المميّزة مع سورية، ولا على أيّ شكل من أشكال الكرامة الوطنية والقومية التي دفعنا في سبيلها تضحيات وشهداء. من هنا ندعو إلى حوار جدي، لتحصين الوحدة وحماية السلم الأهلي، وهذا يتطلب إرادة صادقة ومصمّمة على إنتاج الحلول للخروج من الأزمات، وأول هذه الحلول إنجاز الاستحقاق الرئاسيّ بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة على قاعدة الالتزام بالثوابت والخيارات الوطنية وبما يضمن انتظام عمل المؤسسات لتتحمل مسؤولياتها على الصعد كافة. أما إذ كان البعض يرى ضالته في الانقسام والتشرذم والفراغ، فإنّ التاريخ سيحمّله مسؤوليّة الاعتداء على الدستور وتصديع الوحدة وإضعاف لبنان. إن بنود وثيقة الوفاق الوطني التي هي الدستور، واضحة وصريحة، فهي تؤكد على العلاقة المميّزة مع دمشق، وعلى إلغاء الطائفية، وعلى اللامركزية الإدارية لخدمة الناس وإنماء المناطق والأرياف على قاعدة الإنماء المتوازن، ولذلك، نشدّد على تطبيق بنود وثيقة الوفاق، وعلى الدولة اللبنانيّة أن تبادر فوراً إلى القيام بالخطوات المطلوبة لاستعادة العلاقة الطبيعيّة المميّزة مع سورية، والتواصل مع الحكومة السورية في كل الملفات لا سيّما ملف عودة أهلنا النازحين إلى مدنهم وقراهم. مع تأكيد أنّ العلاقة المميّزة مع سورية فيها مصلحة اقتصادية واجتماعية مشتركة للبلدين، ولبنان هو المستفيد الأول”.

وذكر أن “سورية دفعت أثماناً باهظة لتثبيت اتفاق الطائف، بدءاً بدورها في إنهاء الحرب وتحقيق السلم الأهلي إلى المساعدة في توحيد مؤسسات الدولة اللبنانية وإعادة بنائها، وفي مقدمها مؤسسة الجيش اللبناني. ولولا سورية لما نعم لبنان بالأمن والاستقرار، وهذه حقيقة لا يتنكّر لها إلا الجاحدون والمرتبطون بأجندات خارجية. نعم سورية وقفت الى جانب لبنان ومقاومته، ووقفت مع فلسطين ومقاومتها، ونتيجة هذا الموقف تعرّضت لحرب إرهابية كونية لإسقاطها موقعاً ودوراً، لكن سورية صمدت وانتصرت وهي تتعافى لتعود وتتصدّر الدور عربياً وإقليمياً ودولياً، وهذا كله بفضل الصمود الاستثنائي والتضحيات الجسام ودماء الشهداء”.

وقال: “تتزامن ذكرى تأسيس حزبنا مع ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة، في السادس عشر من تشرين الثاني، فإننا نتوجه الى سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً بأسمى آيات التهاني، مؤكدين الاستمرار معاً على طريق التأسيس والتصحيح. أما فلسطين، وهي جوهر قضيتنا، فإننا نؤكد المؤكد، فلسطين كلّ فلسطين هي لشعبنا، والخيار الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة. ونحن نرى القوى الفلسطينية بمختلف فصائلها وقواها، توحّد الصف والبندقية، وهذا أقوى ردّ على العدو الصهيوني وعلى المتآمرين والمشتركين في مخطط تصفية المسألة الفلسطينية. وإننا في هذه المناسبة نحيّي شعبنا ومقاوميه على ما يبتدعونه من وسائل وآليات المقاومة التي تزلزل عتوّ الاحتلال وتؤكد حتمية زواله عن أرضنا”.

وختم: “في عيد تأسيس حزبنا، نؤكد أنّ لبنان لن يكون في غير موقعه، فهو متجذر في محيطه وبيئته، وواهم من يريد نقله الى الضفة المعادية. عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى افتدوا هذا البلد بدمائهم وتضحياتهم، وعشرات الآلاف ينتظرون الشهادة في معركة المصير والوجود. اسمحوا لي أن أتوجّه الى رفقائي أبناء النهضة القومية بالقول: تماسكوا وتمسكوا بوحدة الفكر والنهج، التزموا مؤسسات حزبكم، التي اعتبرها زعيمنا من أعظم إنجازاته بعد وضع العقيدة. فالتزام المؤسسات هو التعبير عن إخلاصكم لحزبكم وتفانيكم في سبيل انتصار القضية. وباسم القوميين في الوطن وعبر الحدود نجدّد العهد لسعاده، القائد القدوة، بأننا على عهد الفداء والوفاء باقون، ولبلوغ النصر في ميادين الصراع مستمرون”.