أخيرا وبعد طول انتظار منذ الثاني من كانون الاول 2010 يوم فوز قطر باستضافة نهائيات المونديال للنسخة 22، ستتدحرج الكرة على العشب اعتبارا من الاحد 20 تشرين الثاني إيذانا بانطلاق المونديال الأول في منطقة الشرق الأوسط، والثاني في القارة الآسيوية بعد الاستضافة المشتركة لكوريا الجنوبية واليابان في 2002.
نهائيات كأس العالم تستمر حتى 18 كانون الاول المقبل، يوم العيد الوطني لقطر، تاريخ إقامة المباراة النهائية في ستاد لوسيل.
سيشاهد عشاق المستديرة نهائيات مختلفة من كؤوس العالم، في دولة هي الأصغر مساحة جغرافية، وتقام فيها المباريات دون الحاجة الى التنقل بالطائرات بين المدن للوصول الى الملاعب. حتى ان المتابع يستطيع حضور المباريات الثلاث المدرجة في الجدول اليومي (في حال تمكنه من القيام بالترتيبات الخاصة بالتنظيم) مكتفيا باستخدام المترو.
النسخة الأخيرة التي تشهد مشاركة 32 منتخبا في النهائيات، لكنها تحمل تجربة غير مسبوقة الى اللعبة الاكثر انتشارا، في كون الجماهير ستتعرف الى لغة الضاد، نسبة الى الدولة التي تحتضتن النهائيات، والتي بذل القيمون عليها النفس والنفيس لاحتضان الحدث الرياضي والكروي الأبرز، فتحولت قطر عاصمة للرياضة العالمية، أقله على صعيد كرة القدم، نسبة الى ما احتضنته من أحداث منذ الفوز بملف الاستضافة.
8 ملاعب كبرى عصرية راعت تقديم خصوصية تعود الى البلد المضيف. وتجربة ستوضع بتصرف المشجعين المقدر ان يناهز عددهم الثلاثة ملايين، في التعرف الى الحضارة العربية. وستكون الإقامة متاحة بفنارق من درجة 7 نجوم، الى أسرة في خيم بالصحراء ملفوحة بهواء منعش وبرودة لا تعرفها البلاد الا في هذا الوقت من السنة. وللغاية، تم نقل موعد النهائيات من فصل الصيف الى الخريف.
وهي النسخة الأخيرة تقام في بلد قادر ويصرّ على تلبية لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” الخاصة بالاستضافة، ذلك ان الأكلاف المادية مرهقة، وباتت الدول تتجمع تحت شعار “ملف مشترك”، أسوة بالنسخة المقبلة في 2026 التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
أجواء ممتعة ستصاحب النهائيات، التي يتوقع ان تشهد مواجهة متكررة بين المنتخبات الأوروبية والأخرى الأميركية الجنوبية في الصراع على اللقب المرموق، علما ان النسخ الأخيرة منذ المانيا 2006 شهدت تفوقا أوروبيا، جعل دول “القارة العجوز” تتقدم على منافسيها الثلاثة من أميركا الجنوبية، البرازيل والارجنتين والاوروغواي بـ 12 لقبا مقابل 9.
وقد تتيح النهائيات الحالية، ولو بنسبة ضئيلة دخول دولة جديدة لائحة الأبطال المتوجين باللقب، مع استبعاد تحقيق إنجاز غير مسبوق أفريقي أو آسيوي.