رأى رئيس الهيئة التنفيذية ل “حركة أمل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية عبر تطبيق zoom، لمناسبة ذكرى شهادة السيدة الزهراء بعنوان:”الزهراء ورسالة بناء المجتمع”، أن “السيدة الزهراء تمثل قيم الاسلام القرآني، وهذه القيم التي أكدها الامام القائد السيد موسى الصدر في مدينة صور بمناسبة شهادة السيدة الزهراء وتجديد القسم الثاني عام 1974 والذي صادف يوم الخامس من أيار في أسبوع يوم العمل ويوم الشهداء”.
أضاف: “يقول الامام الصدر: “ذكرى فاطمة، ذكرى العمل والبطولة والجهاد، وقد وقعت هذه السنة بين عيد العمال وبين عيد الشهداء، تأكيدا في هذه السنة بالذات، أن الإنسان لا يمكن أن يحفظ كراماته ولا حرمه ولا عرضه ولا مقدسات دينه إلا بالعمل، وفي النهاية بالشهادة. أولئك الذين يفكرون بأن الوطن يحفظ بالصالونات أو بالتصريحات أو بالوعود أو بالاجتماعات في القصور، أولئك الذين يفكرون أن الحدود تحفظ بالوعود وبالكلمات، وأن الكرامات تصان بالألقاب والاجتماعات تكذبهم فاطمة ويكذبهم محمد ويقول: يا فاطمة اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئا. الوطن يحفظ بالجهاد. الكرامات تحفظ بالشهادة. الشأن والازدهار، والراحة تحصل من الشباب وتحمل المشاق”.
وتابع: “وبعد اكثر من أربعين يوما على ذكرى القسم في بعلبك بمناسبة ذكرى اربعين الامام الحسين، وهذه هي انطلاقة حركة “امل”: إرث من ثورة كربلاء وعطاء لا محدود من نبع علوي فاطمي. وقد اعتبر الامام الصدر: ذكرى فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين، بضعة من رسول الله وبضعة من الإسلام. المجاهدة الشهيدة في سبيل الحق والايمان. وقد بلغت فاطمة هذا الشأن، لا لأنها بنت رسول الله، بل لأنها عملت، وجاهدت، وتحملت في سبيل الحق ما تحملت. وقد قال عنها أبوها رسول الله: “يا فاطمة. اعملي لنفسك، فإني لا أغني عنك من الله شيئا”. إذا، بلوغ فاطمة هذا الشأن الكبير، لأجل عملها، وسعيها لا لأجل أنها بنت الرسول. وهذا هو منطق الحق، ومنطق الإسلام، ومنطق القرآن الكريم حيث يقول: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. وكل انتساب، وكل ارتباط، وكل شيء لا يعود إلى عمل الإنسان فهو باطل، لا امتياز ولا تمييز بين البشر، كلكم لآدم، وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم”.
وقال: يقدم الامام مقارنة فيتأكد معها ان الحرمان واحد والغبن واحد والاهمال واحد وان الدولة تتخلى بدافع من املاق وافلاس. وقرى الجنوب بحرمانها صنو البقاع وعكار والشمال، ويردد الامام قسمه كما فعل في بعلبك وكأنه يؤكد: لن نهدأ مادام في لبنان محروم واحد. وها نحن في يوم ذكرى فاطمة الزهراء، نقف أمام القبلة، ونشهد الله على إيماننا والتزامنا هذه المبادئ، ونحلف هذا اليمين ونتجه للقبلة نحلف بالله العظيم أن نتابع مطالبتنا بحقوقنا المواطنية، وبحقوق جميع المحرومين، دون تردد، أو ضعف، أو مساومة، ولن نهدأ حتى لا يبقى محروم في لبنان، أو منطقة محرومة”.
اضاف: “إننا اليوم نلتزم هذا الميثاق الديني المرتبط بشرفنا الإنساني، وبكرامتنا الوطنية، وسنحتفظ به أوفياء، حتى تتحقق الأهداف”.
وقال: “نقسم بجمال لبنان وجباله، بجنوبه وشرقه وشماله، بشمسه لدى الغروب في البحر، وبإشراقتها المطلة من الجبل. نقسم بأمجاد تاريخه وبعطاء إنسانه وبالحب الذي ضم به أبناءه نقسم بدماء الشهداء، بدموع الأيتام، بأنين الأمهات، بآلام الجرحى، بضياع المكتومين، بقلق الطلاب والمثقفين، بذعر الأطفال في الحدود، وبعزم المرابطين والمجاهدين وبتضحياتهم، بليالي الخائفين وبأيام البائسين، بالأفكار المهملة وبالكرامات المهدورة وبالجهود الضائعة. نقسم أن لا نوفر جهدا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ومحاربة الطغيان، والنضال ضد أعداء الوطن والمواطن. والله على ما نقول شهيد.”
وأشار الى أن “الإمام الصدر كان في تلك المرحلة يستشرف آفاق مرحلتنا الراهنة حيث الفراغ القاتل وغياب التوافق في ظل ما نعانيه من انهيارات وعلى مختلف الصعد، ولا سيما الاجتماعية والاقتصادية والصحية وها هو الامام الصدر: لا نريد علوا في الأرض ولا فسادا. ولا نريد – الله يسامحك – لا نريد هدم البلد، نريد حفظ البلد، نريد انقاذ البلد من الزمرة التي تتحكم في هذا البلد. نريد انقاذ البلد من الذين اعتبروا الوطن مزرعة، يسرقون وينهبون. نريد سلامة الوطن، ولسنا طامعين لا في الحكم، ولا النيابة، ولا الكرسي، ولا اي شيء. شرفي بأن اكون بينكم كما قلت أشرف مقام عندي، اكبر شرف لي ان اصلي في محراب رسول الله، في المسجد. اكبر شرف ان اصعد منبر رسول الله بينكم، اكبر شرف ثقتكم، تلبيتكم، جهدكم. كم بذلتم من جهد؟ من اي مكان آتين؟ من اماكن بعيدة. هل احد استأجر لكم سيارة؟ هل احد دفع لكم فلسا واحدا؟ هل احد بعث اليكم بطاقة واحدة؟ تلبية عامة. هذا اكبر شرف واكبر توفيق لي. ماذا أريد بعد ذلك؟ أريد صيانة هذا الوطن ومنعه من الانفجار. المشكلة؟ عدالة في البلد، اذا لم تكن، البلد يتعرض للانفجار. فليسمعوا، وليعوا، وليستعملوا ما هو من حكمتهم. نحن سالكون ومستمرون.”
وقال: “نحن في حركة أمل مستمرون في حفظ هذا الوطن وقد جعلنا من كل قسم يمينا فلا نحنث به وسنبقى دعاة حوار وتوافق ولن نفرط بتضحياتنا ولسنا من يجتر المواقف، بل المواقف تتحدث عن انجازات هذه الحركة وقائدها من عين البنية الى جنتا ومن خلدة الى السادس من شباط، الى دحر الاحتلال الصهيوني ومواجهة التطبيع، وصولا إلى الحفاظ على ثروة لبنان في بحره كما في حدوده البرية. ونحن نرى ان الفرص متاحة والرئيس نبيه بري مازال يرى: ثمة من وضع شرطا تعجيزيا وهو دعوة 128 نائبا الى جلسة الحوار، فيما تحفظ الاخر عن الطرح. التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي، وقد أعلن الرئيس انه سيكون هناك جلسة انتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف ان تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول الى التوافق”.
وختم الفوعاني بالتحية الى “ابطال فلسطين المحتلة وإلى الذين آمنوا بوطن المقاومة وعاصمتها القدس الشريف”.