تجتمع آراء الصحافيين الإيطاليين والأجانب على أن ثمّة اتصالات متقدّمة جارية لعقد لقاء بين البابا فرنسيس ورئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البطريرك كيريل، لبحث الأزمة الأوكرانية وسبل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة ويمهّد لمفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وفي حديث خاص لمندوب “الوكالة الوطنية للإعلام لدى الكرسي الرسولي” الزميل طلال خريس يقول البيرتو ستابيلي الصحافي في جريدة La Repubblica أنه من المرجح عقد اللقاء في «مكان محايد»، أي ليس في روما أو موسكو. وكان المسؤول عن العلاقات الدولية في البطريركية الروسية المتروبوليت هيلاريون صرّح مؤخرا بأن “ثمّة جهوداً تبذل لترتيب لقاء بين البطريرك كيريل والبابا فرنسيس في أقرب فرصة ممكنة”.
ويقول الصحافي البرتو نيغري أن الفاتيكان يتحرك في اتجاهات عديدة بدعم من القوى العظمى بعد تعثر المفاوضات ويضيف “إن زيارة البابا المرتقبة لمملكة البحرين تأتي في سياق تعاون فاتيكاني خليجي لتحريك عدد من القضايا العالقة”.
من جهة أخرى، ومع اقتراب توجه البابا فرنسيس إلى مملكة البحرين الخميس 3 تشرين الثاني، أجرى موقع “فاتيكان نيوز” مقابلة مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين. وكان السؤال الأول حول كيفية ولادة فكرة هذه الزيارة والتي هي الأولى لحبر أعظم إلى مملكة البحرين، وقال الكاردينال بارولين في إجابته: “إن الزيارة تأتي استجابة لدعوة وجهها ملك البحرين إلى الأب الأقدس كانت بشكل غير رسمي في البداية ثم أخذت الطابع الرسمي من خلال رسالة شخصية”. وأشار إلى أن “تزامن الزيارة مع انعقاد منتدى البحرين للحوار من أجل التعايش السلمي”، متحدثا عن تلقي البابا فرنسيس بعد ذلك دعوة أيضا من الكنيسة المحلية من خلال المدبر الرسولي المطران هندر. وأعرب عن “الامتنان العميق لملك البحرين والسلطات والكنيسة في المملكة، على الدعوة وأيضا على ما يتم القيام به من تحضير لاستقبال الأب الأقدس”.
وردا على سؤال حول مشاركة البابا فرنسيس في ختام منتدى “حوار الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني”، وحول الرسالة التي يريد البابا توجيهها في الإطار العالمي الحالي، تحدث أمين سر دولة الفاتيكان عن أن “رسالة المنتدى ومشاركة قداسة البابا فيه هي علامة وحدة في فترة حساسة ومعقدة بل ومأساوية في تاريخنا”. وأشار إلى “الدعوة إلى الحوار واللقاء بين الشرق والغرب وذلك في بلد متعدد الإثنيات والثقافات والأديان، وإلى القدرة على العيش معا والتعاون”. وذكر من جهة أخرى بلقاءين للأب الأقدس في إطار منتدى البحرين، وهما اللقاء مع مجلس حكماء المسلمين ثم لقاء مسكوني. وقال: “تظل الرسالة بالتالي رسالة وحدة وتناغم وسلام في عالم تطبعه التوترات والمواجهات والنزاعات”.
ورأى أن “هذه العلاقات جيدة” وأنه “كان هناك دائما من قِبل سلطات الدولة احترام وتعاون إزاء الكاثوليك سواء إزاء المؤمنين أو مع النائب الرسولي”. وقال: “إن زيارة البابا فرنسيس ستكون فرصة للقاء هذه الجماعة وتشجيعها في حياتها ورسالتها”.
في سياق متصل استقبل البابا فرنسيس يوم أمس في الفاتيكان، أعضاء لجنة التنسيق الكنسية للاحتفالات بالذكرى المئوية الثامنة لبداية رسالة القديس فرنسيس الأسيزي، وشدد أمامهم على “أهمية الاقتداء بالمسيح ومحبة الفقراء، تماما كما فعل القديس فرنسيس”.
استهل البابا كلمته معربا عن سروره للقاء أعضاء اللجنة مع اقتراب الاحتفالات التي ستمتد بين عامي2022 حتى 2026 ، والتي ستتخللها زيارات حج إلى مدينة أسيزي حيث كانت بدايات هذا القديس. بعدها قال إنه عندما اختار لنفسه اسم فرنسيس كان يعلم “أن هذا الاسم مرتبط بقديس شعبي للغاية، مع أنه ليس مفهوماً. فرنسيس هو رجل السلام والفقر، كان رجلاً أحب الخليقة واحتفى بها”.
ثم لفت إلى أن “كل ذلك يستمد جذوره من يسوع المسيح، وأن ينبوع خبرته هذه هو الإيمان الذي ناله فرنسيس كعطية أمام المصلوب، وكشف له الرب المصلوب والقائم من الموت معنى الحياة ومعنى المعاناة البشرية”.