منذ ان استلم الرئيس نبيه بري، عبر انتخابه من قبل المجلس النيابي رئاسة المجلس ورئاسة السلطة التشريعية، قام باقرار مئات المشاريع الدستورية والقانونية، وتم اقرار الموازنات العامة ومشاريع صناديق مالية واقتصادية لصالح البلد.
الرئيس نبيه بري رجل دولة من الطراز الاول، وانه من المعيب التعامل معه بهذا الشكل من قبل مؤيدي التيار الوطني الحر، الذين هاجموه من دون منطق، ومن دون مسؤولية وطنية، واضعين اللوم عليه، وهو الذي انقذ التيار الوطني الحر، ولو استمع رئيس الجمهورية العماد عون الى نصائحه لما وصل لبنان الى الانهيار عبر تفكك المؤسسات، والى الحالة المذرية على الصعيدين الاقتصادي والمالي، وما كان القضاء اللبناني قد اصبح مسيسا بهذا الشكل، حيث ان اكثرية القضاة تم الضغط عليهم في عهد الرئيس ميشال عون لتنفيذ معلومات معينة بدل الحصول على معلومات قانونية .
الرئيس نبيه بري رجل دولة من الطراز الاول، ويكفيه فخرا انه اقرّ مئات القوانين التشريعية اثناء وجوده على رأس السلطة التشريعية في المجلس النيابي.
كما انه خلق اجواء من الديموقراطية المريحة داخل المجلس، وكان منفتحا على كافة الجهات، وهو شخصية بعيدة عن المذهبية والطائفية والمناطقية، وعمل في سبيل خير لبنان، وهذا ما يفعله رجل دولة كبير ، وامثاله قليلون جدا في لبنان.
لو اراد الرئيس نبيه بري ان ينجرف في المذهبية، لا سمح الله، لما قام بإسكات كل مناصري حركة امل، واعطاهم الاوامر بعدم الرد على التهم والشتائم التي كتبوها انصار التيار الوطني الحر، خصوصا على منصات التواصل الاجتماعي، لانه لا يريد اي فتنة شيعية – مسيحية، بل العكس يريد وحدة لبنان، وان تكون الوحدة الوطنية في اقصى درجاتها من الوعي بدل مرض المذهبية والطائفية وغيرها.
لم يصدر عن الرئيس نبيه بري الا الكلام الوطني الذي يجمع اللبنانيين، بينما الكلام الذي اطلقه رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وجمهوره ، طبعا بالتنسيق مع عمه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي انتهت ولايته ليلة امس ، كاد يوصل لبنان الى فتنة مذهبية، الا ان حكمة ووعي الرئيس بري والوطنية التي يتحلى بها، انقذت لبنان من فتنة مذهبية، نظرا للحكمة الكبيرة التي يتمتع بها، والوطنية التي يعيشها ويرعاها ويطبقها مع كل الكتل النيابية والاحزاب السياسية والقوى الفاعلة في لبنان وعلى كل المستويات.
ان إلقاء فشل عهد الرئيس ميشال عون على رئيس مجلس النواب هو ظلم وجريمة معنوية بحق شخصية كبيرة مثل الرئيس نبيه بري، الذي بالتنسيق مع حزب الله ومع الدولة اللبنانية، مثل البلديات ووزارة الاشغال واكثرية الوزارات، جعلوا من الجنوب جنة بكل معنى الكلمة، ولعب مجلس الجنوب دورا كبيرا في انماء الجنوب، وبناء المدارس والمستشفيات ، وتم اصلاح الطرقات وبناء الجسور، فأصبح الجنوب مقصدا من الشعب اللبناني ومن السياح، فاصبح بفضل بري وبالتنسيق مع حزب الله مثالا للجمال.
لم يستهدف الرئيس نبيه بري احداً بأي كلام خارج اللياقة الوطنية، فلا هو قال عن اي سياسي انه بلطجي، فكيف يقول الوزير جبران باسيل ان الرئيس بري هو بلطجي، ومع ذلك اجتاز بري هذه الفتنة ومنع جمهوره من الرد وتناسى العبارة السيئة بحقه، ولم يعطها اي قيمة بل اعتبرها اهانة لمن قالها.
مجلس النواب في عهد الرئيس بري اقر المشاريع القانونية والدستورية، واقر الموازنات على مدى سنوات طويلة وجعل المجلس النيابي منبرا هاما لحوار نيابي، فاتحا المجال امام جميع الكتل كي تعبر عن آرائها، واستطاع بري ضبط ميزان المجلس النيابي ضمن الوعي الوطني العالي، والقدرة على اقامة افضل علاقات بين المجلس النيابي ومجالس النواب في العالم، واهمها لدى العرب.
تلقى الرئيس بري رسالة من رئيس الجمهورية يبلغه فيها بانه وقع على استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وعلى الفور رد بري بتحديد يوم الخميس الجاري موعداً للبدء بالتشاور والحوار داخل المجلس النيابي، ليس على مستوى جلسات موسعة وكبيرة، بل على جلسات شاملة وعلى جلسات حوار بينه وبين الكتل النيابية، لبحث موضوع رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس جمهورية جديد، لان بري سيسعى بكل ثقله لانتخاب رئيس جديد، وعدم اطالة فترة الفراغ الرئاسي والمؤسسات مشلولة، وعدم بقاء لبنان تحت قيود تصريف الاعمال، بل سيعمل على نهوض لبنان من جديد ، من خلال تشكيل حكومة هامة تمثل الجميع، ومن خلال انتخاب رئيس جمهورية جديد قادر على قيادة الدولة اللبنانية .
يبقى ان نقول اننا نقدم كل الاحترام للرئيس نبيه بري، وهو رجل الدولة من الطراز الكبير، فقد حافظ على ديموقراطية المجلس النيابي ومنع الفتن الطائفية والمذهبية، ولعب دورا كبيرا في بناء مؤسسات الدولة التشريعية واقرار القوانين.
اذا كان من منقذ حقيقي سيقود حملة انتخاب رئيس جمهورية جديد، ومساعدة رئيس حكومة تصريف الاعمال الرئيس نجيب ميقاتي في ظل الفراغ الرئاسي، فسيكون الرئيس بري الذي له الدور الاول والاكبر في هذا المجال.