يزور الحبر الأعظم البابا فرنسيس مملكة البحرين من الثالث وحتى السادس من تشرين الثاني بدعوة من السلطات المدنية والكنسية. وسيشارك في اختتام “منتدى البحرين للحوار”، وسيكون له ست التزامات عامة أخرى، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي للفاتيكان.
الزيارة التي سيقوم بها لأول مرة اب الكنيسة الكاثوليكية للمملكة يولي لها الاعلام الإيطالي والاوروبي اهمية كبرى ويتسابق عدد كبير من الصحافيين الإيطاليين والأجانب لتسجيل اعتمادهم لهذه الرحلة الرعوية. وتتلقى سفارة البحرين في إيطاليا العديد من الاتصالات من زملاء يريدون معرفة المزيد عن الزيارة التاريخية بعد مقابلة خاصة أجرتها القناة الاولى مع سفير المملكة البحرانية الدكتور ناصر محمد البلوشي الذي أكد مندوب “الوكالة الوطنية للإعلام” في روما ان “الامور تسير على ما يرام والتحضيرات للزيارة تتم بشكل جيد” وأن الزيارة “ستتم تحت شعار الأخوة”.
بروني
أما مدير دار الصحافة لدى الكرسي الرسولي ماتيو بروني فقال للمندوبين لدى الفاتيكان: “مرحلة ثمينة أخرى من مسيرة الأخوة في العلاقات مع العالم الإسلامي. ستكون الزيارة الرسولية التاسعة والثلاثين للبابا، والرابعة خارج إيطاليا لهذا العام، وستكون مرحلة ثمينة إضافيّة في مسيرة الأخوة والتفاهم، في نمو وتكثيف العلاقات مع العالم الإسلامي وممثليه”. أضاف: “المناسبة هي “منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ”، وهو لقاء بين الأديان أراده ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، سيعقد في الثالث والرابع من تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وسيشارك الأب الأقدس في اختتامه”.
وقال: “إنَّ النقاط المرجعية لهذه الرحلة الجديدة للبابا إلى بلد تتعايش فيه مجموعات عرقية ودينية مختلفة هما وثيقتان: وثيقة الأخوة الإنسانيّة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك والرسالة العامة “Fratelli tutti”.
ولفت الى أن “شعار الزيارة: “السلام في الأرض للناس ذوي الإرادة الصالحة” والمستوحى من ترنيمة الملائكة في قصة ولادة يسوع في إنجيل لوقا”. وسلط بروني الضوء في هذا السياق على أن “الرسائل التي ظهرت في خطابات البابا الأخيرة، مثل ذلك الذي ألقاه يوم الثلاثاء الماضي في الكولوسيوم، في اللقاء الدولي السادس والثلاثين الذي نظمته جماعة سانت إيجيديو بروح أسيزي، هي رسائل في صميم هذا الزمن وتبحث عن مخرجٍ من آلامه وجراحه”.
وقال: “في الخلفية هناك الحرب ودور المسيحيين والأديان إزاء الحرب. إنه الزمن الذي علينا أن نبحث فيه عن حلفاء في قضية السلام والأخوَّة، وبالتالي فإن الزيارة إلى البحرين تشكل مرحلة إضافيّة لهذا البحث الإنساني والروحي”.
ورداً على أسئلة الصحفيين، حول الانتقادات الموجهة إلى زيارة البابا إلى البحرين من قبل بعض المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يجادلون بأن حقوق الشيعة في البلاد لا تحترم من قبل السلطات السنية، وبالتالي لم يكن مناسبًا أن ينظم الكرسي الرسولي زيارة حول التعايش الديني، أفاد الناطق باسم الفاتيكان أنه “في المنامة عاصمة البحرين، قد عُقد مؤتمر دولي حول الحضارات في خدمة الإنسانية في عام 2004. وفي هذه المناسبة، تم اعتماد إعلان مملكة البحرين وثيقة مهمة تعيد التأكيد على احترام حقوق الإنسان وتدعو إلى تعزيز الحوار، في خدمة السلام والتعددية”. وأوضح أن “موقف الكرسي الرسولي والبابا من الحريات معروف وكذلك موقفهما من الحوار”.
وعن البرنامج الزيارة قال بروني: “يشتمل البرنامج سبعة لقاءات عامة، وسيلقي البابا فرنسيس في المجموع ستة خطابات باللغة الإيطالية وعظة باللغة الإسبانية. سيغادر يوم الخميس في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر من مطار فيوميتشينو في روما ليصل إلى مطار الصخير الدولي حيث سيتم الاستقبال الرسمي. بعدها سيلتقي الأب الأقدس العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة في قصر الصخير حيث ستتم بعدها مراسم الاستقبال الرسمي وسيلتقي الحبر الأعظم بالسلطات والمجتمع المدني والسلك الدبلوماسي. يوم الجمعة في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر سيتوجّه البابا فرنسيس صباحًا إلى مجمّع قصر الصخير في ساحة الفداء حيث سيشارك في اختتام منتدى البحرين للحوار: الشرق والغرب من أجل تعايش إنسانيّ. عند الساعة الرابعة من عصر الجمعة سيلتقي الأب الأقدس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وأعضاء مجلس حكماء المسلمين ليتوجه بعدها إلى كاتدرائيّة سيّدة شبه الجزيرة العربية ليشارك في لقاء مسكوني وصلاة من أجل السلام. أما يوم السبت في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر سيحتفل البابا فرنسيس بالقداس الإلهي عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا في استاد البحرين الوطني وعند الساعة الخامسة من عصر السبت سيلتقي الشباب في مدرسة القلب الأقدس في عوالي. في صباح يوم الأحد في السادس من تشرين الثاني سيلتقي عند الساعة التاسعة والنصف صباحًا الأساقفة والكهنة والمكرسين والإكليريكيين والعاملين الراعويين في كنيسة القلب الأقدس في المنامة، ليتوجه بعدها إلى مطار الصخير الدولي حيث ستتمُّ مراسم الوداع الرسمي قبل أن يغادر عائدا إلى إيطاليا”.