شارك رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل نبيه بري ممثلاً بعضو هيئة الرئاسة ل “حركة أمل” الدكتور خليل حمدان في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الإسلامية المنعقد في طهران، بدعوة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب والأديان”.
وقال حمدان: “لقد شرفني اخي دولة رئيس مجلس النواب رئيس حركة أمل الأستاذ نبيه بري بإلقاء كلمته في الجلسه الافتتاحية للمؤتمر الدولي السادس والثلاثين للوحدة الاسلامية، وبدعوة كريمة من المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، واني اذ اشكر حجة الاسلام والمسلمين الدكتور حميد شهرياري على هذه الدعوة التي تؤكد على جهود الجمهورية الاسلامية لترسيخ وحدة الكلمة ارتكازاً على كلمة التوحيد، وهوالشعار ـ الموقف الذي طالما ردده الامام الخميني “قدس سره” ولا يزال حاضراً بإستمرار في كلمات وخطب وتوجيهات مرشد الثورة الاسلامية الايرانية الامام السيد علي الخامنئي حفظه الله، ويتجلى سلوكاً عند القيادة الايرانية في مواجهة طواغيت ومستكبرين على اكثر من مستوى.
اضاف:”ما انعقاد هذا المؤتمر الا خير دليل على اهمية نبذ التفرقة والتنازع، فلا يستويان الا بنصاب الوحدة والاعتصام بحبل الله باستحضار العامل الجامع بوحدة الفكر ووحدة الهدف، وبتشكيل خلفية فكرية معيارية لهدف سامٍ. فالاستعمار والظلم والاحتلال قد يشكل جزءاً من مشاكلنا، وتبقى المشكلة الكبرى في عدم صياغة الرؤى انطلاقاً من منظومة القيم التي نحمل كي لا يكون المظلوم شريكاً للظالم بسكوته وترنحه مستسلماً دون حراك”.
وتابع حمدان: “ان الصراع سيبقى العامل الجامع بين اطراف لا يجمعها شيء آخر، والوحدة تحتاج الى سعي وعملٍ دؤوب، خاصة ونحن نواجه اعداءً يمتهنون قصف العقول، ويُسَخِّرون إمكانياتهم لمحو ذاكرتنا، وتشويه حقيقة المصطلحات عبر هندسة الجماهير على المستوى الاعلامي والاقتصادي والفكري، وما محاولات إلصاق تهمة الارهاب بالمقاومة والتستر على التكفيريين والدواعش كأنهم روّاد تغيير ينشدون الديمقراطية، الا محاولة مكشوفة عن انقلاب الصورة. هكذا حاولوا تشويه القضية الفلسطينية، فبات الصهيوني الذي عمم مجازره تأسيساً واستمراراً داخل الأرض المحتلة وخارجها معتدى عليه! تم الترويج للتطبيع مع العدو الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية بذريعة السلام الابراهيمي استثماراً على تكبيل وعي الأمة من خلال مراكز تفكير ومكاتب دراسات ومواقف دول وحكومات.
ان الامام السيد موسى الصدر كان داعية وحدة، ونحن نتبع خطاه، قال: “اينما تكون القضية قضية حق نحن نكون”. وقال ايضاً: “احذروا العصر الإسرائيلي”، كان ذلك بمثابة نداء الى الذين خُدِعوا بأماني السلام منذ البداية، وان الامام الصدر حذّر من صهينة العالم بِرِهان العدو على التفرقة وتغليب النزاعات الداخلية والاقليمية.
اجل ان الكعبة الشريفة حماها الله بطير ابابيل عند انعدام قدرة اهل مكة على حمايتها، فجاء التدخل الالهي بطير ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل، ولكن الكعبة الشريفة دُمرت عدة مرات عندما كانت الهزيمة من نتاج الصراع الداخلي والتنازع الذي لا يستقيم على هدف سامِ وقضية محقة.
ويبقى السؤال: هل الى الوحدة من سبيل في ظل استمرار مشاريع التجزئة التي يُصَدرُها الاعداء لضمان سيادتهم؟
من هنا، فإن سُبل المواجهة كثيرة وكفيلة ببعث الأمل على مساحة العالم، فتجربة المقاومة في لبنان وفلسطين لازالت تشكل بارقة رجاء على ان النصرَ آتٍ، وان القدس ستعود، وان شرفها يأبى ان تتحرر الا على ايدي المؤمنين الشرفاء من مختلف المذاهب والاديان، وان الارهاب الى زوال، وهذا ما يتحقق في سوريا الأبية وعراقنا الحبيب وكل بقعة فيها صوت حقٍ يعلو على صوت الارهاب والتكفير”.
وقال : “لم تكن الدعوة للوحدة الاسلامية من قبل علمائنا ومفكرينا دعوة الى إلغاء الآخر، او تقييد التنوع في الاجتهاد، بل هي دعوة ناظرة الى التحديات التي تواجه الامة من قبل اعدائها الذين يستهدفون القدرات والثروات التي تملكها، فضلاً عن ما يختزنه دينها من اصالة تربط الارض بالسماء والانسان بالله، كل ذلك يؤهلها لاعادة بناء الحضارة على اساس الايمان وخدمة الانسان، بغض النظر عن عرقه اوقوميته على قاعدة التعارف القرانية، وهي مناسبة اقتراح تفعيل كل اشكال التكامل بين الدول الاسلامية مع رعاية خصوصية كل دولة وسيادتها على ارضها. فمفهوم الامة وحده كافٍ كأساس شرعي وفقهي وعقائدي لكل اشكال التكامل والتعاون، وانما نرى ان الاستقلال الحقيقي في ادارة الموارد الطبيعية وتنمية الموارد البشرية أمر غاية في الاهمية، خاصة واننا لسنا فقراء كأمة اسلامية، ولم تكن المشكلة يوماً في نقص الموارد، بل كانت دائماً في ادارتها واستثمارها لصالح شعوبنا المنهوبة من أرباب الاستعمار القديم والجديد، وان التشكل العاصف لعالم متعدد الاقطاب يجب ان يفسح مجالاً للدول الاسلامية للتعبير عن هويتها سواء في الاقتصاد او السياسة او الثقافة، ولا يتحقق ذلك الا بإرادة سياسية متحررة من نفوذ الشرق والغرب، تماماً كما يواجه لبنان محاولات العدو الصهيوني سرقة ثرواته الطبيعية التي يصر لبنان على عدم التخلي عن اي جزء منها مهما اشتدت الضغوطات والحصار، وكما تحرص الجمهورية الاسلامية في ايران على حقها في استخدام مواردها وقدراتها في المجالات كلها”.
وختم: “اخيراً، نتمنى لمؤتمركم الكريم النجاح بالوصول الى بيان ختامي يحدد التحديات ويطرح الحلول، وان يتخذ سبيلاً لذكر دعاة الوحدة والتوحيد والذين دفعوا ثمن دعوتهم تعذيباً وسجناً واخفاءً وعلى رأسهم الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي ذاع صيته وعلا صوته توحيدياً بين المذاهب والاديان، مراهناً على نجاح تجربة العيش الواحد والحوار والتفاهم بين المسلمين انفسهم وبين المسلمين والمسيحيين، اننا نأمل وندعو لإطلاق أوسع حملة تهدف الى تحرير الامام الصدر وأخويه سماحة الشيخ محمد يعقوب والصحافي السيد عباس بدر الدين من سجنهم في ليبيا حيث اخفاهم المجرم معمر القذافي نهاية اب 1978 خلافاً لكل المواثيق والعهود، وبعد دعوة رسمية وجهت لهم لزيارة ليبيا.
“فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي آمنهم من جوع وآمنهم من خوف”.
بالوحدة ننتصر، بكلمة التوحيد ووحدة الكلمة”.