Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الفوعاني: التهويل الصهيوني المفتعل على أبواب انتخابات الكيان لا يعني لبنان

إعتبر رئيس الهيئة التنفيذية في “حركة امل” مصطفى الفوعاني خلال ندوة فكرية بمناسبة ولادة الرسول محمد والامام جعفر الصادق “ان هذه الولادة المباركة شكلت عنوانا انسانيا أخرجت معه الأمم الى نور الهي تجلى من خلال رسالة حضارية وانسانية عنوانها الاسلام وقيمها البناء الاخلاقي والاجتماعي الذي يقوم على أسس يقينية وعقائدية بعيدا عن مفاهيم العصبيات والانانانيات الضيقة والنظرة السطحية، والخرافات والصنمية والاستزلام”. وقال: “هذا الفهم الواعي جسده الامام القائد السيد موسى الصدر رسالة حياة وفهم عميق حيث جعل الفهم الحقيقي للايمان بالله يتجلى من خلال الإيمان بالإنسان، وهذا ما جعل ميثاق حركة امل رسالة رائدة لبناء الانسان وبناء المجتمع الواعي الذي يتفاعل فيما بينه تفاعلا بناء. وهذا الفهم الذي يرى ان هجرة الرسول معطوفة على الولادة المباركة تركت الأثر القيّم في مقاربة البعد التاريخي للأحداث، فلم تعد الولادة والهجرة وصولا إلى كل محطات الجهاد مجرد وقفات تاريخية بل تحولت إلى عناوين للنهوض من ولادة ومبعث وهجرة وبناء دولة وفكر ورقي وجامعة إنسانية،.. و الإسلام رسالة حياة للعالم، ومفاهيم الإسلام القرآني تقوم على أساس حفظ المجتمع من خلال حفظ

الانسان:حريته وكرامته”.

واستشهد الفوعاني بما قاله الإمام موسى الصدر : “الإسلام هو هجرة الإنسان من المجتمع الربوي الذي كان يستثمر الفقراء ويسرق ثمار حياتهم ونتيجة جهدهم ويسترقّهم”.

وقال: “يقيم الإمام مقارنة بين الماضي والحاضر بين ربا الفرد وربا المؤسسة فيقول: “كان المُرابي يأخذ أموال المديون وبيته وزوجته وأهله وفي نهاية الجولة يسترقّه هو. هذا المجتمع الربوي الذي كان متجسّداً بشكل عفوي بسيط في تلك الأيام.

أمّا في يومنا هذا فهذه الحالة متجسّدة بشكل خبيث عميق؛ فالربا تحوّل إلى معاملة البنوك وديون الدول والبلاد، والاستثمار تحوّل إلى تحالفات واتفاقات، والشركات تحوّلت إلى تواطؤ بين المستوردين والمحتكرين وبين السلطة.

وهكذا نرى ان الامام الصدر ينظر إلى حال الدول حديثا و انظمتها المستبدة حيث سلبت حقوق الناس دون رادع او حافز من ضمير:

“تحوّل الربا والاستثمار واغتصاب حقوق الناس إلى الغلاء الفاحش ويتفرج المسؤولون عليه في كل يوم، حتى يكاد ينحني ويتحطّم الإنسان تحت وطأة هؤلاء وآثارهم من الغلاء الفاحش”.

وهذا هو الفهم الحركي الأصيل للوجود وللمجتمع والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهو الذي يقرأ التاريخ جيدا ليشكل حلقة من حركة الانسان العامة.

وقد اعتبر الإمام الصدر ان هؤلاء هم: “آلهة الأرض، وطغاة الأرض، والظالمون في الأرض، والمستبدّون في الأرض، والمحتكرون في الأرض، والغاصبون في الأرض، والمراؤون الدجالون الذين يؤيّدونهم ويبرّرون موقفهم ويأمرون الناس بالصبر والسكوت.

*هؤلاء آلهة الأرض، والإسلام يقول: “لا إله إلاّ الله”.

وتابع: “من هنا جاءت الدعوة لرفع الحرمان، وتحويله الى حركة لا يخبو اوراها، ورفض أولئك الذين اعتبروا أنفسهم آلهة فقال الإمام الصدر مخاطبا عقولنا ومشاعرنا وحاضرنا ومستقبلنا واجيالنا:

“تَنَكّر لهؤلاء، ارفض هؤلاء، ارفع رأسك أمام هؤلاء، انبذهم، افضحهم، لا تستسلم لأمرهم، وارفع رأسك إلى السماء واعبد إلهاً واحداً أحداً لا يطمع ولا يريد إلاّ كمالك وخيرك ونجاتك وسموّك”.

ولفت الفوعاني الى ان “مناسبة عيد مولد الرسول الأكرم محمد، وحفيده الإمام الصادق اللذين أُرسلا للعالم رحمة ومحبة ومودة لاستكمال مكارم الاخلاق، وهذا ما تحتاجه الانسانية في هذه الظروف الصعبة، والتي تستوجب أولاً وحدة بين المسلمين عنوانها الحرص على القدس الشريفة والاماكن المقدسة جميعها التي تتعرض للإنتهاكات اليومية الصهيونية، وأيضاً لبنان الواقع على فالق أزمات تستولد أزمات اوصلت البلاد إلى الانهيارات على الصعد كافة”.

وقال: “من هنا نؤكد وحدة الموقف اللبناني الذي استجمع كل عناصر قوته لمنع العدو الصهيوني من سرقة حقه في ثرواته الطبيعية، والمس بسيادته، و أن التهويل الصهيوني المفتعل على أبواب انتخابات الكيان لا يعني لبنان الذي يتمسك بحقه كاملاً وملتزماً بالثوابت التي عبّر عنها مع الوسيط، والمطلوب منه تحمل مسؤولياته في وجه هذا التغيير الاسرائيلي والتنبه من مكائد العدو”.

وشدد على أن “الوضع الداخلي المتأزم نتيجة المسارات السياسية المقفلة، يستوجب من القوى السياسية الفاعلة فتح أبواب الحوار من أجل الوصول إلى توافق على انتخاب رئيس للجمهورية تكون قوته في قدرته على جمع اللبنانيين من حوله لمواجهة التحديات التي تحيط بلبنان”.

وأشار الفوعاني ان “كرة النار الصهيونية لا تزال تعيث فساداً وقهراً وقتلاً للشعب الفلسطيني، على الرغم من أن قوة النار الصهيونية لم تستطع منع الشعب الفلسطيني من المواجهات اليومية المفتوحة على كل الاحتمالات في ظل غياب اية اصوات منددة للمؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية…”.

وأكد “ضرورة الوحدة والحوار الداخلي والسياسي وصولا إلى الانتقال الجدي إلى ضرورة قراءة موضوعية ومتأنية للتداعيات الخطرة للاطماع الإسرائيلية المتمادية والتي تشكل خطرا وجوديا على الإنسانية جمعاء”.

وختم الفوعاني بكلمة الرئيس نبيه بري التي توجه بها بالامس:

“في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية والإسلامية أحوج ما نكون فيها الى إستيلاد قيم ومعاني المولد النبوي الشريف إحقاقاً للحق وإشاعة للعدل وترسيخاً للوحدة وتنسماً لقيم الرحمة والتسامح.

مدعوون في ذكرى مولد من بُعثَ رحمة للعالمين أن نستلهم كل تلك القيم كي نستحق أن نكون خير أمة أخرجت للناس”.