أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “دعامة قيام المجتمعات المتطوّرة هي الأحزاب، لأنها بعملها المنظم كمجموعات يمكنها التأثير إيجاباً وبشكل كبير على مسار تطوّر هذه المجتمعات، أللهم أن تكون هذه الأحزاب أحزاباً بالمفهوم الفعلي للكلمة، أي أنها تجمعات تعمل من أجل الخير العام والصالح العام ولها مشاريع سياسيّة وطنيّة”.
كلام جعجع جاء خلال الخلوة السنويّة لمنطقة عاليه في “القوات اللبنانية” بعنوان “عاليه ٢٠٢٣”، والتي عقدت في المقر العام للحزب في معراب، تخلّلها عرض لبرنامج عمل المنطقة السياسي والإجتماعي والتنظيمي للمرحلة المقبلة.
حضر المحور الأول من الخلوة اعضاء اللجنة المركزية لمنسّقيّة عاليه، رؤساء المراكز الحزبية ومساعديهم بالإضافة الى أعضاء مكتب الانتخابات، فيما انضم الى المحور الثاني عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب نزيه متى، النائب السابق أنيس نصار، ألامين العام للحزب اميل مكرزل، اضافة الى المحازبين من رؤساء بلديات ومخاتير، وعدد من أعضاء المجلس المركزي وفعاليات.
وشدد جعجع على أن “مشكلة المشاكل في أي مجتمع في هذه الدنيا تكمن في تفشي بعض المفاهيم المغلوطة، فتضلل الناس وتعمل على غسل أدمغتهم وافقادهم للمنطق، على سبيل المثال في مجتمعنا اللبناني محاولة البعض نشر فكرة الكراهيّة المطلقة للأحزاب”.
وقال: “التعميم لا يجوز، هناك أحزاب سيئة وهناك أحزاب جيّدة، كما في أي شيء آخر في هذه الدنيا هناك السيء والجيّد، لذا وبما أنكّم قرّرتم الإنخراط في حزب القوّات اللبنانيّة فأنتم تعلمون أننا لسنا حزباً بالمعنى التقليدي للكلمة، وإنما نحن حركة سياسيّة تاريخيّة موجودة في هذا المجتمع وتتجلى في كل فترة من الفترات بشكل معيّن أو تحت اسم معيّن، ولطالما هي جاهزة للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل هذا المجتمع وتعمل حين يكون الجميع مرتاح وتسهر عندما يكون الباقون نائمون”.
وتابع: “بانتمائكم إلى القوّات اخترتم بملء إرادتكم ألا تكونوا كالباقين، وألا تكونوا مواطنين عاديين، وبالتالي أصبح المطلوب منكم أكثر بكثير من أي مواطن عادي، أنتم اخترتم أن تكونوا ناشطين في هذا المجتمع وبالتالي هناك مهمات أساسيّة وواجبات تجاه هذا المجتمع عليكم القيام بها”.
أضاف: “ممنوع لليأس أن يتسلل إلى قلوبكم عندما يتسلل إلى مجتمعنا وإلى قلوب الناس، وليس لسبب سوى لأنكم اخترتم أن تكونوا قوات لبنانيّة فأصبح واجبكم أن تصمدوا وتعملوا على مساعدة الناس على الصمود وألا تفقدوا الأمل وتزرعوه في قلوب المحيطين بكم وأن تتشبثوا في أرضكم وتثبتوا الناس من حولكم معكم، واجبكم ان تزرعوا الأمل حين ينقطع الأمل وتنسد كل الآفاق، واجبكم إضاءة شمعة نور حين تحل الظلمة الحالكة على البلاد، واجبكم الرسوخ والتجذر في أرضكم عندما تهب العواصف العاتية على هذه الأرض، لأنه ما من ميزة لكم، إن لم أقل نفعاً، إن زرعتم الأمل في ازمنة الحصاد الوافرة وأضأتم النور في وضح النهار”.
وتابع: “أقول لكم كل ما أقوله اليوم، في خلوتكم السنويّة، وتعمدّت عدم التطرّق إلى السياسة العامة والمشاكل التي تعتري البلاد في الوقت الراهن، لأن ما من مشكلة من دون حل، وما من صعوبة يعجز المرء على تخطيها، ألهم إن صبر وحافظ على إيمانه وصلابته، لذا فالأساس اليوم في ظل هذه الأيام العصيبة التي نمر بها هو الحفاظ على هذه الميزات الثلاث لأنها هي التي تصنع الصمود وبالتالي الضمانة للمستقبل، والدليل على ذلك هو أن من سبقونا مرّوا بمصاعب وشدائد مماثلة لا بل أصعب من التي نمر بها اليوم وتمكنوا من تخطيها بعد أن ولّد إيمانهم وصبرهم وصلابتهم صموداً راسخاً لديهم”.
وختم: “لا تنسوا أن نواطير مصر نامت في يوم من الأيام عن ثعالبها، لذا اعلموا أن شعارنا كحزب القوّات اللبنانيّة (ما بينعسوا الحراس) ليس من عدم لأن هنا يكمن الفرق كل الفرق، أهنئكم على كل الجهود التي تقومون بها والعمل التنظيمي الذي تسعون إلى القيام به وإن شاء الله بجهودكم (ما رح ينعسوا الحراس).
مداخلة
وكانت مداخلة لمتى استعرض خلالها مرحلة الانتخابات النيابية والتنظيم العالي المستوى للمسؤولين الحزبيين في عاليه “ما سمح بالتعاون الوثيق مع المنسقية ومع رؤساء المراكز وتحقيق الفوز الكبير”.
كما تحدّث عن “أطر التعاون بين مكتب النائب ومنسّقية عاليه وصولاً الى التكامل تحقيقاً للغاية المتوخاة والمقصود بها خدمة أهلنا في عاليه خصوصا وخدمة القضية التي نؤمن بها عموما.
ثم قدم مكرزل مداخلة بدأها بالتعبير عن “اعتزازه بالإنتماء الى هذه المنطقة والتي كان له شرف قيادة منسقيتها في ظروف صعبة صحياً واجتماعياً، الا أن الروحية الموجودة في هذه المنطقة والجهوزية الدائمة للتضحية في سبيل تحقيق الأهداف الكبرى مكّننا جميعاً من تخطي الصعوبات وتجاوز الأزمات وتحقيق الإنجازات، فنحن لا نعرف معنى (ما خلونا)، نحن أبناء الرجاء وكلما اشتدت الصعوبات ازددنا ايماناً وتصلّباً ومثابرةً لتحقيق اهدافنا”.
وقال: “قدرنا أن نكون على الخطوط الأمامية دائماً لمواجهة الأخطار الكبيرة التي تحدق بوطننا، لذلك من الواجب ان نسعى إلى مزيد من التنظيم والتفاعل مع مجتمعنا ومواكبته دعماً لصموده وتجذّره”.
وشدد على “أهمية التعاطي بإيجابية على كل النواحي بدءا بالعلاقة مع الرفاق وصولاً الى كل شرائح المجتمع بما فيها تلك التي لا تؤيدنا سياسياً”.
وطالب الحضور ب”احتضان الجيل الجديد وضرورة تطوير أساليب العمل لمواكبة العصر من خلال التثقيف الذاتي، وهذا ما نقوم به في الأمانة العامة والذي ستلمسون نتائجه في الإستحقاقات المقبلة”.
وكانت قد استهلت الخلوة بعرض لبرنامج العمل عبر مسؤولة النشاطات ايمان خوري، تلاها مسؤول الانتخابات مرشد الهبر بقراءة تقنية لنتائج الإنتخابات النيابية الأخيرة، وعرض للثغرات وكيفية تجنّبها في الاستحقاقات المقبلة.
بدر
من جهته تناول مُنسّق منطقة عاليه طوني بدر في مداخلته مسألة تطوير أسلوب العمل “تحت سقف احترام الأطر التنظيمية، وتعزيز دور المراكز الحزبية وتفعيل حضورها والتنسيق في ما بينها وبين مكاتب المنسقية كافة”، ثم عرض “للمشاريع المدرجة على جدول أعمال التنفيذ في المرحلة المقبلة وسبل تحقيقها بنجاح”.
واشار الى “ضرورة التعاون مع منظمات المجتمع المدني للمساهمة في تطوير التنمية المحلية، ما يُرسّخ المواطنين في بلداتهم”، كما تطرّق إلى “الاستحقاقات الانتخابية المقبلة واهمية التحضير لها منذ الآن مع الإستفادة من التجارب السابقة والبناء عليها”، داعيا المسؤولين الحزبيين الى “تنمية روح العمل الجماعي الذي من المفترض أن يعكس مدى التنظيم والاحتراف الذي وصلنا اليه لتحقيق الأهداف المرجوّة بدقة وبالسرعة المطلوبة”.
ملكي
كذلك القى رئيس مكتب التسويق والإعلان في القوات الياس ملكي محاضرة شرح خلالها “قواعد التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي وأصول نشر التغريدات ومضامينها”.