اكد المنسق العام الوطني لـ “التحالف اللبناني للحوكمة الرشيدة في الصناعات الاستخراجية” مارون الخولي، “أننا امام انجاز تاريخي بفضل الوساطة العادلة للادارة الاميركية والتي اعتمدت نهجا حقوقيا وفقا لمعايير تقنية وجغرافية وتاريخية في ترسيم الحدود مع اسرائيل، وفي ممارسة دبلوماسية خشنة مع الطرفين، بهدف الضغط لتسريع عملية الموافقة على هذا الاتفاق خصوصا على الجانب الاسرائيلي، والذي كان يعتمد على اسلوبه القديم في المماطلة للتهرب من الاتفاق، وهذه المماطلة التي اعتمدها مع الفلسطنيين في عدم تنفيذ اتفاقات السلام للدولتين وهو ما تم إقراره في قرار مجلس الامن 242 بعد حرب 1967 وسيطرة اسرائيل على باقي أراضي فلسطين واتفاق اوسلو عام 1993 بين منظمة التحرير الفسطينية واسرائيل وبالتالي فأن اصرار الرئيس الاميركي جو بايدن، على رئيس الكيان الإسرائيلي يائير لابيد بأهمية إتمام مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع لبنان خلال الأسابيع المقبلة جنب لبنان من السقوط في هذا الفخ الاسرائيلي”.
ورأى الخولي “أننا اصبحنا امام حل يضمن للبنان كامل الخط 23 وفقا للخرائط المودعة لدى الأمم المتحدة وحقل “قانا” كاملا اي استرجاع منطقة بحرية غنية بالنفط والغاز تبلغ مساحتها 860 كيلومترا مربعا، والتي كانت اساس اهداف المفاوضات الغير مباشرة بين لبنان واسرائيل والتي كانت قد انطلقت في تشرين الأول 2020، بين بيروت وتل أبيب برعاية الأمم المتحدة بهدف ترسيم الحدود”.
واشار إلى أن “عوامل عدة محلية ودولية ساعدت بالوصول الى هذا الاتفاق سريعا، بالاضافة الى النية الصادقة للولايات المتحدة الاميركية في انهاء النزاع، وهي تتلخص بحركة المجتمع المدني الواسعة ومطالبته بتعديل المرسوم 6433 وفقا للخط 29 وتهديدات حزب الله لاسرائيل تحت سقف الدولة والحرب الروسية على اوكرانيا والحاجة الى تأمين غاز الى القارة الاوروبية من مصادر جديدة، ومنها غاز البحر الابيض المتوسط والذي من شأنه ان يرفض القارة العجوز بنسبة صغيرة من حاجتها لا تتعدى الـ 10 % لكنها مهمة استراتيجيا، كلها عوامل ساعدت اليوم على انهاء النزاع والوصول سريعا الى هذا الاتفاق الذي سيضع لبنان على خارطة البلدان المنتجة للنفط والغاز، وبالتالي نحن امام منعطف تاريخي في حياة اللبنانيين خلال ايام”.