Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

حسن فضل الله: لحكومة تقدم خطة تعاف اقتصادية ومالية

أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “المقاومة اليوم ومن موقع القوة تعتبر نفسها معنية بحماية الأرض والشعب والخيرات وباطن الأرض وظاهرها والنفط والغاز وكل ثروات لبنان، واليوم أيضا هذا العدو ومن يقف وراءه، يحسب للبنان أكثر من حساب، لأن فيه هذه المقاومة، وهو يناور ويفاوض عبر وسيط أميركي غير نزيه، ويماطل ويقوم بكل ألاعيبه وخدعه، وفي الوقت نفسه يخشى من هذه المقاومة التي تقاتل منذ أربعين سنة من أجل أن تحرر الأرض، وأن تحميها، وأن تحمي شعبها، وأن تبقي هذا الشعب صامدا في قراه وبلداته”.

أضاف: “ونحن في هذه المنطقة من أكثر الناس شعورا بهذا الأمر، وأيضا هذه المقاومة عندما بدأت عام 1982 لم تنتظر أحدا، لم تنتظر استراتيجيات عربية، ولا قرارات رسمية، ولم تتوقف عند الانقسامات السياسية والطائفية والمناطقية، ولم تلتفت إلى بيانات غب الطلب من هنا وهناك، بل بقيت في الميدان تقاتل وتقاتل إلى أن تمكنت من تحرير هذه الأرض، ومن ثم حمايتها، لتبقى لنا ولنبقى لها أعزاء نعيش فيها بكرامة”.

كلام النائب فضل الله جاء خلال رعايته احتفال افتتاح معرض “خيرات أرضي السابع للمونة البلدية والأشغال الحرفية” في حديقة إيران ببلدة مارون الراس الذي تقيمه مؤسسة جهاد البناء الإنمائية واتحاد بلديات قضاء بنت جبيل.

وقال: “نريد لبلدنا أن يستثمر كل خيراته وثرواته، وإذا كانت هناك من فرصة للتعافي، فهي باستخراج هذا النفط وهذا الغاز، وبدل أن يذهب البعض في لبنان إلى خطة تعاف يريدها على حساب المواطن أو المودع، فإن الطريق الصحيح للتعافي يبدأ من الثقة بالنفس، ومن الثقة بقوة لبنان وشعبه، ومن الثقة بأن لبنان قادر أن يحمي ثروته ويستثمرها ويستخرج غازه ونفطه بقوة إرادته وتعاونه وتكاتفه، بعيدا عن كل الحسابات الضيقة والاعتبارات والمصالح الشخصية”.

ورأى أن “ما نحتاجه في لبنان هو أن تكون لدينا إرادات وطنية، ورجالات دولة يقدمون مصالح وثروات شعبهم على مصالحهم وثرواتهم، لأن البعض يخاف على ثرواته من العقوبات الأميركية أكثر مما يخاف على بلده وثروات بلده، وعندما نتحدث عن الثروة، فإننا نتحدث عما يمتلكه لبنان، وبلدنا ليس بلدا فقيرا، وليس بلدا مفلسا، وقد قلنا يوما في المجلس النيابي بأن لبنان دولة منهوبة، واليوم نريد أن نستعيد لبنان إلى مصاف الدول القادرة على النهوض، وهناك إمكانيات كبيرة في هذا المجال، إمكانية في الثروة، وطبعا الثروة الكبرى هي الانسان، شباب وشابات لبنان، وإرادة الشعب اللبناني بالحياة، ولذلك دائما كان مطلبنا من السلطات المتعاقبة ومن هذه الحكومة الموجودة الآن، أن تقدم خطة تعاف اقتصادية ومالية، وأن يكون ذلك بإعادة بناء الاقتصاد المنتج الذي ننتج فيه من الأرض، وأن لا نستورد كل شيء من الخارج، وأن نحمي ونعزز وندعم الانتاج الوطني، وأن ندعم المشاريع والمؤسسات الصغيرة المنتجين على المستوى الشعبي، وأن يكون لدينا خطة حقيقية تعالج الوضع المالي وتنهض بالاقتصاد، وهما أمران متلازمان، لا يمكن أن نعالج الأزمة المالية بمعزل عن بناء اقتصاد جديد، وكل هذا يمكن أن يتوفر في لبنان إذا كان لدينا سلطة وطنية حقيقية، وأحد عناوينها وجود حكومة”.

ودعا إلى “ضرورة الاسراع في تشكيل الحكومة، لتقدم لنا خطة تعاف اقتصادية ومالية للنهوض بالبلد، وفي هذا الوقت المستقطع، ونحن لا ننتظر ونقوم بخطوات كثيرة، وكثير منها غير معلن على مستوى التخفيف من أزمة المياه، ومن الأزمة الاجتماعية والمعيشية والصحية والاقتصادية”.

وأشار فضل الله إلى أننا “دعونا الرئيس المكلف إلى أن يتفاهم مع رئيس الجمهورية، وأن يبتعد الجميع عن التشاطر والمناورات وتقاذف المسؤوليات ورمي المسؤولية من هذا على ذاك، لأن البلد لا ينتظر، فهناك جهات معنية بتشكيل الحكومة هي التي يجب عليها أن تقدم التشكيلة ليتم الموافقة عليها لتأتي بعد ذلك إلى المجلس النيابي”.

ولفت إلى أن “هذا المعرض يعكس ثقافة الانتاج والعودة إلى الأرض وخيراتها، مقابل ثقافة الاستهلاك، ليكون بلدنا منتجا لكل ما هو خير لشعبه، ولتكون لدينا ثقافة القوة مقابل الضعف، وثقافة الانتماء مقابل الارتهان، وثقافة العزة مقابل المذلة، وثقافة الكرامة مقابل المهانة، وثقافة الالتزام والاحتشام والقيم والأخلاق مقابل الانحلال والتهتك”.

وقال: “إن لبنان نتغنى به أنه بلد للابداع، ولكن لبنان الذي نعيش فيه جميعا، ونريده أن يكون بلدا عزيزا قويا مقتدرا، رسمت صورته الحقيقية المقاومة بدماء الشهداء وتضحيات وصمود وصبر شعبها، وهو البلد الذي فيه تنوع، ونحن نريد أن نحافظ على هذا التنوع، فلا يمكن لأحد أن يختصر هذا البلد على شاكلته، أو على صورته المتحللة”.

وختم فضل الله: “نحن عندما نتحدث عن الأرض ونعود إليها، فذلك لأننا نمتد فيها من مئات وآلاف السنين، ولدينا هذا الحضور والوجود بثقافتنا وعقائدنا وقيمنا وعاداتنا وأخلاقنا، وهناك أيضا في لبنان آخر، ونحن نقبل بالآخر، وعلى الآخر أيضا أن يقتنع أنه لا يستطيع أحد أن يختصر البلد أو يحده بمنطقة أو بعادات أو ثقافة معينة”.