Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الجمهورية: لبنان على مفترق التصعيد أو التبريد .. ميقاتي: الرئاسة متأخرة.. واللجان بلا تغييريّين

كتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:

باتَ لبنان على مفترق بحري صعب، لا يُعرَف في أيّ اتجاه ستبحر به سفينة الحفر اليونانية التي لا يُعرَف حتى الآن ما اذا كانت راسية في المنطقة البحرية المتنازَع عليها بين لبنان واسرائيل، او على بُعد قريب منها، او على حدود ما بات يُعرف بالخط 29؟

وعلى ما تَشي الوقائع البحرية التي تلاحقت في الايام الاخيرة، فإنّ مصير المنطقة مُحددة وجهته بحسب الوجهة التي ستسلكها تلك السفينة، إمّا في اتجاه التوتير وتصعيد وفتح المنطقة على تداعيات دراماتيكية، واما في اتجاه التبريد وعودة الاطراف الى طاولة المفاوضات لحسم الخطوط النهائية للحدود البحرية للبنان، وكذلك المنطقة التي تقول اسرائيل انها خاضعة لها. والفصل في هذا المجال ينتظر ما قد يحمله معه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، الذي يفترض أن يصل الى بيروت يوم غد الاحد، وربما قبل ذلك، على حد ما يتوقع معنيون بملف الترسيم.

 

غليان بحري

الاجواء السابقة لوصول هوكشتاين الى بيروت مُلبّدة باحتمالات شديدة الخطورة، وضعت الحدود البحرية على نار الغليان، مع خشية حقيقية لأن يبلغ هذا الغليان حَد «فوران» تتأتّى منه حرائق تمتدّ من البحر الى البر، في ظلّ اللغة الحربيّة التي تصاعدت من الجانبين في الايام الأخيرة، عبر التهديدات المباشرة التي اطلقها العدو الاسرائيلي، وما قابَلها من تهديدات مماثلة من الجانب اللبناني وآخرها ما صدر عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله.

 

إحتواء التصعيد

وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ القنوات الديبلوماسية شهدت في الساعات الاخيرة زخماً ملحوظاً، وتحرّكت في الإتجاهين اللبناني والاسرائيلي، ولم يكن الاميركيون او الاوروبيون بعيدين عن هذا التحرّك، والهدف الاساس منها احتواء اي تصعيد، على اعتبار انه لن يكون في مصلحة اي طرف، والتأكيد على اولوية العودة الى طاولة مفاوضات الترسيم، مع التأكيد على انّ مصلحة كل الاطراف هي في الوصول الى اتفاق سريع.

وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ»الجمهورية» انه على رغم من التصعيد السياسي والاعلامي، فإنه لا توجد اي مؤشرات تعزّز احتمالات التصعيد، ولا نعتقد انّ الاميركيين يرغبون في تطور الامور البحرية الى حد الصدام العسكري، وهذا ما تمّ نقله عبر رسائل مباشرة وغير مباشرة الى المسؤولين في لبنان.

 

مفاوضات أو تعقيدات

وبحسب مطّلعين على أجواء هذا التحرّك فإنّ «التقييم الديبلوماسي للوضع البحري المُستجد يشدّد على حاجة الطرفين اللبناني والاسرائيلي الى دفع مفاوضات الترسيم بينهما الى الامام، ويحذّر من انّ بديل ذلك هو الانزلاق وبوتيرة سريعة، نحو تعقيدات اكبر، وربما الى تصعيد مفتوح لا مصلحة لأي طرف في بلوغه».

 

الأشد حساسية وخطورة

على أنّ مرجعاً مسؤولاً يُبدي حذراً شديداً حيال التطورات البحرية الأخيرة، ويؤكد لـ»الجمهورية» انّ «ملف الترسيم بين لبنان واسرائيل وصلَ الى مرحلة هي الاشد حساسية وخطورة، اي مرحلة اللاعودة الى الوراء، وليس أمام لبنان سوى الاصرار على حقه بثرواته النفطية والغازية والتمسّك بسيادته الكاملة على برّه كما على كامل حدوده البحرية الخالصة، وعدم الرضوخ الى أي ضغوط تمارس عليه استغلالاً لوضعه ومعاناته من أزمته لحَمله على التنازل والقبول بأي حلول على حساب لبنان، عبر عروض او طروحات تمسّ بسيادته وحقوقه».

ولفت المرجع الى «انّ موقف لبنان ثابت حيال حقوقه وحدوده، وهو ما جرى إبلاغه لكل الوسطاء الاميركيين، وآخرهم هوكشتاين، وهو سيؤكد عليه لبنان امام الوسيط إن حضر، وخلاصته لا نريد سنتيمتراً زيادة على حدودنا البحرية الخالصة، كما لا يمكن ان يقبل بأن ينتقص ولو سنتيمتر واحد من حدودنا».

وعمّا يتردد عن انّ الوسيط الاميركي آت ليستمع الى ما لدى الاطراف، لا ليقدّم مخارج حلول، قال المرجع: لا نريد ان نستبِق ما قد يحمله هوكشتاين في جعبته، ولكن اعتقد ان الجميع باتوا يدركون مع الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها اسرائيل، انّ أمن المنطقة بأسرها بات مربوطاً على ظهر سفينة، ولبنان لا يطلب من الوسيط الأميركي سوى ان يكون وسيطا نزيها، ولا يتبنّى الطروحات الإسرائيلية، وإن توفّرت هذه النزاهة والاندفاع في اتجاه ضمان حقوق الاطراف كما هي، عندها فقط تتوفر الضمانة بأن لا خوف على امن المنطقة. ولكن إن عدنا الى المسارات التي سَلكها ملف الترسيم منذ بداياته نرى لدينا مجموعة من التجارب التي اثبتت انّ كل الوسطاء الاميركيين لا يرون الّا بالعين الاسرائيلية فقط.

وعمّا قيل انّ الموقف التصعيدي الأخير للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله يشكّل عامل إرباك ولا يخدم الوصول الى حل لملف الترسيم، قال المرجع: لبنان في موقع الدفاع عن النفس وعن الحقوق، وقبل ان ننظر الى ما يصدر من مواقف من لبنان ينبغي النظر الى الجانب الإسرائيلي، إنْ تجاه التحركات الاستفزازية التي يقوم بها على هذا الصعيد عبر استقدام سفينة حفر وتلويحه العلمي والصريح بالحفر في المنطقة المتنازع عليها، او تجاه التهديدات المتتالية عن المستويات الاسرائيلية السياسية والعسكرية بتدمير لبنان وتسويته بالارض. انّ لبنان لا يريد اكثر من حقوقه، هناك شرارة أشعلتها اسرائيل في البحر، وفي استطاعة هوكشتاين وإدارته إطفاءها، عبر دفع الامور الى التبريد وليس الى التصعيد والانتقال سريعاً بمفاوضات الترسيم الى الاتجاه الذي يحفظ حق لبنان بثرواته من النفط والغاز، ولا يمس بسيادته على حدوده البحرية الخالصة.

 

الموقف الاسرائيلي

الى ذلك، تبدو الصورة في الجانب الاسرائيلي مشوبة بإرباك، عكسته وسائل الاعلام الاسرائيلية، التي اظهرت ان اسرائيل تأخذ تهديدات امين عام «حزب الله» على محمل الجد.

وكشفت قناة «كان» الاسرائيلية امس «أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية متخوفة من الوصول لمواجهة عسكرية مع لبنان على خلفية أزمة ترسيم الحدود». ووفقاً للقناة الاسرائيلية «فإن تهديدات نصرالله تؤدي إلى تفاقم الأوضاع».

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت امس ان الجيش الإسرائيلي رفعَ من درجات التأهب في محيط المنطقة المتنازع عليها قرب حقل كاريش، ويستعد لرد من قبل «حزب الله» على نشاط منصة الحقل المذكور.

ونقل موقع «والا» الاسرائيلي عن مسؤولين امنيين: «نحن نستعد للاستفزازات من قبل «حزب الله» حول منصة حقل التنقيب كاريش، وتحقيقاً لهذه الغاية، خصّص الجيش قوة لجمع المعلومات الاستخبارية المركزة، وزيادة عدد الطائرات بدون طيار في المنطقة. وجولات أمنية حول منطقة الحقل من أجل التحذير مما قد يحدث وإحباط أي حدث أو الرد بسرعة.

وبحسب الموقع فإن «المسؤولين الامنيين الاسرائيليين حثّوا الجيش الاسرائيلي على الاستعداد لسيناريوهات متطرفة بدءاً من محاولة مهاجمتها بطائرة مسيرة أو محاولة استهدافها مباشرة من خلال خلية أو حتى ضربها بصاروخ».

يتزامن ذلك مع ما اشار اليه الموقع الاسرائيلي نفسه من انه «على الرغم من التحذير الواسع النطاق من وقوع هجوم ضد الحفارة اليونانية، بدأت انتقادات داخل الجيش «الإسرائيلي» حول مدى استعداد البحرية للسيناريوهات الأمنية المحتملة».

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية اسرائيلية وصفَها بـ»المُطّلعة على خطة الحماية» التابعة لجيش الإحتلال في منطقة المنصة «خوفها من أنّ «حزب الله» ينوي الاحتجاج على القرار الإسرائيلي بالبدء في استخراج الغاز في المكان».

وعدّدت المصادر السيناريوهات المختلفة التي يستعد جيش الإحتلال للتعامل معها، فأشارت في البداية الى «إطلاق النار من سلاح خفيف للتخويف»، أو اقتراب قطع بحرية بطريقة تشكل تهديدًا، وصولًا الى محاولة تخريب الأعمال».

ووفقًا للموقع، فإنه «على الرغم من حالة التأهب الواسعة، بدأ سماع انتقادات داخل جيش الاحتلال حول مدى استعداد البحرية للسيناريوهات الأمنية المحتملة.

وحول تفاصيل خطة الحماية، ذكر مصدر عسكري اسرائيلي «أنّ الجيش لم يضع ما يكفي من القوات حول المنصة التي تحوّلت في لحظة الى «ذُخر» استراتيجي إسرائيلي على مسافة 80 كيلومترًا عن سواحل حيفا»، معتبرًا أن هذا حدث مُركّب ومعقّد للغاية، يستوجب تفكيرًا عسكريًا ودبلوماسيًا.

وأكد المصدر أن هذا يحثّ جيش الاحتلال على الاستعداد لسيناريوهات «متطرفة» من طائرة مُسيّرة هجومية، في محاولة هجوم مباشرة، وصولًا الى هجوم بصاروخ، موضحًا أن «مسافة المنصة عن سواحل الأراضي المحتلة تُصعّب جدًا المهمة، وهذا الحدث يستوجب حماية خروج السفن والمروحيات التي تهبط على المنصة.

وقال: «في هذه المرحلة سفينة صواريخ وسفن من نوع «دبورا» تعمل في منطقة الحماية البحرية، إلى جانب سفينة الحماية (ساعر 6) التي تهدف الى الدفاع عن المساحة البحرية الاقتصادية لإسرائيل، مشيرًا إلى أنها لم تعمل بعد بشكل كامل كما هو مخطط ويلزم أيضًا تركيب منظومات منوعة عليها.

 

قنبلة ميقاتي

داخلياً، لم يطرأ جديد في ملف الاستشارات النيابية الملزمة في انتظار ما سيقرره رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في هذا المجال، علماً انه اشار الى انها ستحصل خلال الايام المقبلة، ولكن من دون ان يحدد موعداً لها.

وفي الوقت الذي يغرق فيه لبنان في التكهنات حول الشخصية التي سيرسو عليها الخيار في الاستشارات الملزمة لتشكيل الحكومة، فجّر رئيس حكومة تصريف الاعمال من الاردن، قنبلة سياسية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي.

قال ميقاتي في لقاء حواري بدعوة من «معهد السياسة والمجتمع» في العاصمة الاردنية، ردا على سؤال عن امكان اعادة تكليفه تشكيل الحكومة: «في المبدأ يتهيّب كل مطلع على الوضع اللبناني، وأنا منهم، صعوبة المرحلة وتعقيداتها، ولذلك فإنني اقول انني لست ساعيا الى هذا الامر، واتمنى ان يسرع المجلس النيابي في اختيار مَن يراه مناسبا، وان يكون التشكيل الحكومي سريعا من دون شروط وتعقيدات يضعها اي فريق في وجه الرئيس المكلّف».

واشار الى انّ «لبنان على مفترق طرق، ومن المستحيل أن نستمر على النهج ذاته الذي كان سائدا، من هنا يجب الانطلاق من اتفاق الطائف وتدعيمه والبناء عليه وتطوير ما يحتاج إلى تطوير منه».

وفي ملف انتخابات رئاسة الجمهورية اكد الرئيس ميقاتي «من خلال تركيبة المجلس النيابي الجديد باتَ من الصعب على اي فريق ان يعطّل الانتخابات، وبالتالي فإنّ امكانية إجراء الانتخابات باتت اكثر احتمالا مما كانت عليه قبل اشهر». وتابع رداً على سؤال: «قد تتأخر انتخابات الرئاسة ولكنها ستحصل».

وفي ملف ترسيم الحدود البحرية اكد ميقاتي «الحرص على حل الخلاف عبر الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين»، لافتاً الى «تشديد جميع المعنيين على اولوية الحفاظ على استقرار الأوضاع في لبنان».

 

إكتمال اللجان

مجلسياً، اكمل المجلس النيابي امس تأسيس مطبخه التشريعي، وكان لافتاً للانتباه انّ الكتل النيابية الكبرى تقاسمت اللجان برؤسائها ومقرريها، والغائب الاكبر عنها كان «نواب التغيير».

استكمالاً لجلسة انتخاب اعضاء اللجان النيابية الدائمة التي انعقدت الثلاثاء الماضي، استؤنفت الجلسة امس، حيث تم انتخاب اعضاء لجنتي التربية والصحة، حيث فاز بعضوية لجنة التربية النواب: إيهاب حمادة، إدغار طرابلسي، أسعد درغام، سليم الصايغ، أنطوان حبشي، حسن مراد، أشرف بيضون، علي خريس، علي فياض، غسان سكاف، أسامة سعد وبلال حشيمي. اما لجنة الصحة ففاز في عضويتها النواب: بلال عبدالله، سامر التوم، الياس جرادي، أمين شري، عبد الرحمن البزري، غسان سكاف، عناية عز الدين، رامي فنج، فادي علامة، أحمد رستم، غسان حاصباني وميشال موسى.

 

الرؤساء المقررون

وبعد انتهاء عمليات التصويت في الهيئة العامة، جرت انتخابات رؤساء ومقرري اللجان في مكتب رئيس المجلس نبيه بري، حيث جاءت النتائج كما يلي:

– ابراهيم كنعان رئيساً للجنة المال والموازنة، وعلي فياض مقرراً للجنة.

– جورج عدوان رئيسا للجنة الادارة والعدل وجورج عطالله مقررا للجنة.

– فادي علامة رئيسا للجنة الشؤون الخارجية والمغتربين وآغوب بقرادونيان مقررا للجنة.

– سجيع عطية رئيسا للجنة الاشغال العامة والنقل ومحمد خواجة مقررا للجنة.

– حسن مراد رئيسا للجنة التربية وادغار طرابلسي مقررا للجنة.

– جهاد الصمد رئيسا للجنة الدفاع والداخلية والشؤون البلدية واسعد درغام مقررا للجنة.

– آغوب بقرادونيان رئيسا للجنة المهجرين وحسين جشي مقررا للجنة.

– بلال عبدالله رئيسا للجنة الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية وسامر التوم مقررا للجنة.

– ايوب حميد رئيسا للجنة الزراعة والسياحة واديب عبد المسيح مقررا للجنة.

– غياث يزبك رئيسا للجنة البيئة وقاسم هاشم مقررا للجنة.

– ميشال ضاهر رئيسا للجنة الاقتصاد والصناعة والتخطيط وناصر جابر مقررا للجنة.

– ابراهيم الموسوي رئيسا للجنة الاعلام والاتصالات ومحمد سليمان مقررا للجنة.

– سيمون ابي رميا رئيسا للجنة الشباب والرياضة ورائد برّو مقررا للجنة.

– ميشال موسى رئيسا للجنة حقوق الانسان ونزيه متى مقررا للجنة.

– عناية عز الدين رئيسة للجنة المرأة والطفل وعدنان طرابلسي مقررا للجنة.

– طوني فرنجية رئيسا للجنة تكنولوجيا المعلومات والياس حنكش مقررا للجنة.

 

قائد الجيش

أمنياً، حطّ قائد الجيش العماد جوزف عون صباحا في ثكنة الشيخ عبدالله التي وصلها على متن طوافة عسكرية والتقى كبار ضباط الجيش والعسكريين. وانطلق بعدها الى بلدة بوداي حيث زار منزل عجاج شمص بحضور كبار عشيرة آل شمص معزّياً بالشهيد الرقيب زين العابدين شمص الذي سقط شهيد الواجب الوطني يوم الجمعة الماضي في حي الشراونة.

وفي زيارته الى فرع مخابرات البقاع قال قائد الجيش: حربنا على المخدرات لم تنتهِ ولا تزال مستمرة، ولا نعمل وفقاً لأي أجندة، إنما من منطلق مسؤوليتنا تجاه شعبنا ووطننا. وإلى كل الخارجين على القانون سلّموا تَسلموا، وإلا تحملوا تبعات قراركم. وفي كلمة أمام اللواء السادس-بعلبك أكد قائد الجيش انّ «الأمن خط أحمر، وليس مسموحاً المَس به، ونحن على أبواب موسم سياحي. ليس للجيش أي عداوة مع أي منطقة أو عشيرة. كل العشائر أهلنا، لكن واجبنا توقيف الخارجين على القانون. أهل بعلبك سئموا ويطالبون بالأمن، وهذا واجبنا تجاههم ووعدنا لهم مهما كانت التضحيات».